19 ديسمبر، 2024 12:28 ص

كفاكم إيلاما للأرض!!

كفاكم إيلاما للأرض!!

الأرض كائن كوني حي يتألم ويحزن ويقلق ويغضب , ولديها من قدرات الدفاع عن نفسها ما نعجز عن تصوره وإدراكه , وعندما ندفعها إلى ما لا تريد فأنها ستأتي بما لا نريد.
فالبشرية قد قست على الأرض , وتسابقت لتصنيع الأسلحة القادرة على تدميرها , والقيام بتجارب مسعورة في بطنها تزعزع أركان بدنها , وهي تدري تماما بأن البشرية صارت تقبض على أسلحة يمكنها أن تبيدها , وتضعف قدراتها على البقاء والدوران وصناعة الحياة.
والأرض قلقة ومرتعبة من خلقها , وفي مقدمتهم البشر الذي أسهم بإضعاف ترسها وتمزيق أغلفتها , وتجريدها من دريئتها ضد صولات الأجرام الكونية الأخرى التي تستهدفها , وهي في دورانها المتنوع تتفاداها ولا تكون هدفا ثابتا لها.
فالبشر تمادى في عدوانه على الأرض , وما توقف , وإنما إندفع بقوة وشراسة وحماقة لا تنفع معها آليات إعادة وعيه ولا يمكنه أن يرعوي ويتعقل.
فالبشرية في سباق محموم لتطوير أسلحة الفناء الشامل , وقدرات القتل المباشر للبشر , وبأعداد مليونية في لحظات مأساوية.
والأرض إستنجدت بما يمكنها الإستنجاد به لتنبيه البشر وتوعيتهم , حتى أنها إستنهضت الأطفال وأهلتهم للتحدث بلسانها والتعبير عن إرادتها , ومن خلالهم توسلت وطلبت وحثت البشرية لإحترامها وتقديرها وعدم المساس بكينونتها البيئية وقدراتها الدورانية , لكن البشرية لم تسمع , ولم تتخذ إجراءات جادة لحماية الأرض وصونها من العاديات.
وبعد أن إستنفدت الأرض وسائلها ومهاراتها لإقناع البشر ودفعه نحو سلوك رحيم , أطلقت ما عندها من أسلحة فتاكة لا مرئية فاندفعت تأكل الخلق وتحصدهم حصدا , وتلغي الحياة في أروقة المدن والشوارع والمتنزهات , وفي معظم ميادين العمل والنشاط البشري.
وهكذا تجدنا في محنة عظمى , وجائحة كبرى لا قِبل لقدرات الدول الأقوى على مواجهتها دون خسائر عظى, والتصدي لمخاطرها المتفاقمة الساعية لقتل المزيد من البشر.
فكم سيبقى من البشر فوق التراب؟
وهل أن الذي سيبقى سيستوعب الدرس , أم أن النسيان هو البرهان , والنفس الأمارة بالسوء هي السلطان؟!!