18 ديسمبر، 2024 10:46 م

كعبة كربلاء: العذر أسوأ من الفعل

كعبة كربلاء: العذر أسوأ من الفعل

رد بعض المحسوبين على العتبة الحسينية على الانتقادات التي وجهت بسبب نصب مجسم كبير للكعبة بالقرب من مرقد الامام الحسين (عليه السلام) بشكل مثير للسخرية والاشمئزاز. فقد صرح احدهم بأن المجسم يعود لموكب حسيني بينما قال آخر انه تقليد قديم بمناسبة ولادة الامام علي كان يقام سابقا ومنعه النظام السابق ثم اعيد احيائه من جديد. بينما قارن البعض الاخر هذا المجسم ومجسمات تقيمها المذاهب الأخرى للتدريب على الحج.

 

نقول: لو كان المجسم المذكور يعود لصاحب موكب فهل من المعقول ان يمر إقامة مجسم بهذا الحجم والتصميم الذي احتاج الى أيام لنقله وتركيبه وإقامة ركائزه فأين هي الحكومة المحلية او المركزية او سلطة العتبتين من ذلك؟! هذا عذر غير مقبول وهو أسوأ من الفعل المشين ولا ينطلي على احد بل ويدل على ان من وراء ذلك أغراض مخفية او سياسية مفروضة خارجياً.

 

اما قولهم ان هذا المجسم هو تقليد بمناسبة ولادة الامام علي بن ابي طالب فهو أسوأ من العذر الأول. فهل تحتاج ولادة علي لبناء كعبة امام حرم الامام الحسين لكي يحتفل بها؟ ولماذا لم يكن ذلك تقليدا عند أبناء او احفاد علي انفسهم في العصور السالفة؟ وهل يضن الذين يفعلون ذلك انه يرفع من مقام علي ام انه حقا تشويه لسمعة علي واهل البيت بل وتشويه لسمعة المذهب الشيعي. اما ان يقال انه كان موجودا فمنعه النظام ثم اعيد فهذا هراء وينم عن جهل وعدم اكتراث وبدعة ضالة. حسنا فعل النظام ان منع أمثال هذه الطقوس وبذلك يكون النظام قد احسن للمذهب افضل مما احسن اليه هؤلاء.

 

ولايصح مقارنة هذا المجسم مع مجسمات استخدمت لتعليم الناس طقوس الحج والسبب بسيط فان المراد من هذا النصب الصنمي هو تقديسه وقد شاهدنا كيف ان السذج والجهلة من الناس يتمسحون به ويطلبون قضاء حاجاتهم من هذا المجسم الصنمي للكعبة. ولو ترك هذا المجسم لفترة أطول لاصبح صنما يعبد دون الله وتطلب منه الحوائج.

 

النتيجة الوحيدة التي تمخض عنها هذا الصنم (كعبة كربلاء) هو انكشاف مدى سذاجة وجهل عموم الناس ومدى استهتار وعدم اكتراث اخصائي الدين أي المتخصصين في شؤون الدين والمذهب وهؤلاء هم المعممون وامثالهم. هؤلاء همهم الوحيد السلطة الدينية وما ينتج عنها من (ابهة) واموال ومراكز نفوذ وتسلط وكبرياء. هؤلاء اساؤوا للمذهب واهل البيت ايما إساءة والوضع الحالي في العراق هم السبب الرئيسي فيه وفي تسلط لصوص وفاشلين وعملاء للفرس والصهيونية على رقاب الناس التي هي في دورها جهلة تنعق مع كل ناعق. كيف لا ويظهر العديد من أصحاب العمائم السود والبيض على المنابر المضلة ليطلب من الناس إعادة انتخاب اللصوص لكي يبقى (اشهد ان عليا ولي الله في الاذان) حتى وان بقي السراق والفاسدين في الحكم وكأن الشيعة ليس فيهم الا الفاسد والفاشل والعميل والخائن والظالم وهو خير من الاخرين (حسب قول هذه العمائم).

 

المهم هو ان هناك العديد من الطقوس اخذت من التقاليد المجوسية والزرادشتيه الفارسية والهندية مثل مشاعل النار والتطبير والزنجيل والتطيين والكلاب النابحة وأخيرا مجسم الكعبة! والامر المهم هو ان هؤلاء من حيث يعلمون او لايعلمون قد اوجدوا هوة سحيقة بينهم وبين الناس المتعلمين خاصة الجيل الجديد وسوف يجدون انفسهم يوما ما في معزل عن الناس وسوف تنعدم الثقة فيهم.