18 نوفمبر، 2024 2:37 ص
Search
Close this search box.

كعبة الساسة ،، وحجيج الازمات

كعبة الساسة ،، وحجيج الازمات

 لم يطل الامر كثيرا حتى حطت ضعون السياسة رحالها في وادي السلام من جديد ، نعم هي الخلافات السياسية الابنة الشرعية لابوين غير شرعيين طائفية مقيتة وقومية رعناء ، التي تسبح في عوالم القيادات منذ اثني عشر عاماً وتجدد ثيابها عند كل تشكل حكومة ، لاول مرة بعد تشكيل هذا الحكومة بثيابها الحالية يصل قطبين مهمين في ادارة البلاد الى ديار النجف الاشرف حيث ملاذ الحائرين في وقت واحد ،  رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ، رئيس مجلس النواب سليم الجبوري حائرين جمعتهم تقاطعات السياسة وتراكمات رجالتها عند نقطة اشتراك فرضتها مجريات الاحداث وشيخوخة الحلول وعنفوان الازمات بمختلف انواعها ، ولا شك فأن مرجعية النجف الدينية هي ذلك المشترك واعتقد بأنه قد اضحى من اهم المحاور لتخطي الازمات بالنسبة للعبادي والجبوري ، سيما وانه تصدر في الاونة الاخيرة قيادة الرأي العام في رسائل شفوية نهاية كل اسبوع الى الحكومة من جهة كي تنتبه للواقع ومصيره ، وللمواطن من جهة اخرى ، وهنا ربما ننقاد الى جملة استفهامات تضعنا امام حقيقة زيارة مراجعنا السياسية الى حوزة النجف الاشرف ، اولا لماذا ذهب العبادي وطرق ابواب المراجع الدينية في هذا الوقت ؟ بغض النظر عن غياب السيد السيستاني في سجل زيارته هذه !  وماذا عن الجبوري ؟ ماذا يمكن ان تقدمه المرجعية الدينية لطرفين احدهما يؤمن بفصل الدين عن السياسة واخر يخشى المقامرة في منصبه ان تجاهل مطالب المرجعية الدينية ؟ .
    رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان في اقسى امتحان نجفي ، الاولى مطالبة بالاصلاح دون التجاوز على الدستور والثانية مطالبة بعدم التعكز على الدستور في كبح الاصلاح ، وهو ما يتقاطع تماما مع مصالح الحزبين الحاكمين ، هذا والوقت امامهم في تحقيق ذلك قد لايكون مفتوح مع تناقص منسوب صبر المرابطين تحت نصب جواد سليم كل جمعة ، وفي تعمق اكثر وسط كواليس مايجري فأن العبادي ربما يحاول تعزيز جبهته بالمزيد من الدعم وجمع مايكفي من رصيد اجتماعي يطيل من عمر حكومته و بقائه في السلطة حيث استشعر مؤخرا خطورة تهديد الشركائه ومحاولات انتزاع التفويض الممنوح له والعبور الى سحب الثقة وتحقيق مساعي حزب الدعوة ، التي تبدو براقة للاعلام وتختلف عن حقيقة قناعة معظم اقرانه في الدعوة الذين اخذ يزعجهم تفرده بالقرارات الاصلاحية ، وفي الضفة الاخرى فأن العبادي دؤوب في ابقاء رمي الجمرات الشعبية ومن يشاطره المنهج سياسيا باتجاه شياطين الفساد الى اكثر وقت ممكن ، وان تكون المرجعية الدينية الحصن المنيع امام مساعي افشاله ، على الرغم من عدم قناعة المرجعية بخطواته وهي في اعتقادي من ابرز اسباب زيارة النجف الاشرف ، اذا كسب الدعم وتغير القناعات قواعد جديدة يعزم رئس الوزراء على تحقيقها والبدء بمرحلة اخرى من الاصلاح قبل فوات الاوان ويفقد لشرعيته امام الجمهور المتعطش لاصلاح ، اما سليم الجبوري فلديه الكثير من حكايات السياسة وما يجري تحت قبة مجلسه المقعد بسبب الخلاف والاختلاف في عناصر التشريع التي تتقاطع حتى مع ذاتيها إن اقتضت مصلحة الطائفة او الحزب او القومية ، ومن هنا يمكن قياس مستوى العلاقة بين سلطة التشريع وسلطة التنفيذ بقيادة مايسترو الاصلاح حيدر العبادي ، وكل المعطيات تشير الى ما يحتاجه الجبوري من المرجعية الدينية هو تخفيف حدة الخطاب الذي قد يماشي رأي البعض في حل البرلمان ، وبالتالي فأن مصير العملية السياسية قد يتغير كليا وإن كانت رغبة الضاغط الخارج ومصالحه المتبادلة مع الداخل عكس مطالب الشعب ، واعتقد ختاما ان المرجعية الدينية قد قلبت ساعتها الرملية امام المتصدين للعمل السياسي ولن تقبل ان تكون كعبتهم في الازمات .

 

أحدث المقالات