علي قاسم الكعبي…في رسالة إعلامية سيئة توقعت الاستخبارات الامريكية “بأن حركة طالبان التي تصفها بالإرهابية والتي قاتلتها على مدار 20 عام وأنفقت لذلك أكثر من تريليون دولار “حسب قولهم” وفقدت الآلاف من جنودها ” بأن حركة طالبان” سوف تحتل كامل أفغانستان بحدود 90 يوم فيما تحدثت معلومات استخبارية بأن حركة طالبان قامت بإعدام العديد من أفراد الأمن الأفغاني وأن الجنود الافغان يقفون بطوابير طالبين العفو من طالبان وكذلك اكدت تقارير بحسب وكالة الصحافة الفرنسية عن سقوط العديد من المدن بيد طلبان ,وان الاخيرة باتت تسيطر على 65% من أفغانستان وتهدد بالسيطرة على 11 عاصمة اقليمية كل هذه التطورات تحدث سريعا بعد قرار الانسحاب الامريكي من كابل؟ وبما أننا قاصرون عن فهم السياسة الأمريكية نطرح عدة تساؤلات يفرضها علينا العقل ؟ والسؤال إذا كانت حركة طلبان بهذه القوة والتأثير لماذا تقوم واشنطن بترك الافغان يواجهون مصيراً مجهولاً مع طالبان ! و ماذا استفادت واشنطن بحربها لعشرين عام مع الطالبان ليأتي قرار انسحابها بهذه العجالة وبتلك الصورة المنكسرة المفاجئة ثم تقوم بأرسال واشنطن ولندن 3600 جندي الى أفغانستان لإجلاء الرعايا العاملون في سفاراتهم وثمة سؤال آخر ما هو مصير عملية السلام والحكومة الافغانية التي هي تحصيل حاصل قريبة لواشنطن ومحسوبة عليها وأين تلك الوعود بتأسيس نظام سياسي مدني جديد بعيدا عن سطوة رجال الدين المتشددين من حركة طالبان ومن يقف خلفهم .وكيف تستطيع الحكومة الافغانية الهشة ان تواجه مصيرها لوحدها وهي ترى اكبر قوى ساندة لها تتخلى عنها في احنك الظروف حتى تتعامل مع عدو شرس بشراسة حركة طلبان عدة اسئلة لا يقبلها العقل والمنطق ولكن عند واشنطن الإجابة فالرئيس” بايدن تحدث صراحة قائل (أنا غير نادم على إصدار أمر سحب القوات الأميركية’ وعلى أفغانستان أن تخوض معركتها بنفسها ) يأتي ذلك التصريح بعد ان تم اكتمال انسحاب القوات الامريكية تاركة حركة طالبان تفتك بالأفغان وتهدم كل ما تم بناءة في طوال الحرب المفتوحة مع الإرهاب ولربما لن تستطيع الحدود الافغانية ومنظومتها الامنية والعسكرية التي بدأت تفقد زمام الامور ان توقف زحف الطالبان لا نها ستكون عائدة هذه المرة بقوة وهي ترى كيف يترك الامريكان الارض لهم محققين انتصارا كبيرا .ان امريكا البراغماتية لا يمكن لأحد فهم نواياها في ليست مشروعا استثماريا مجانيا أو منظمة انسانية تتبنى مشاريع المساعدة دون مقابل .انها الولايات المتحدة التي تتغير وفق ما تتطلبه المصلحة ووفق آليات وخطط ممنهجة تعمل عليها مراكز بحثية و لا اننا مازلنا نُحَكم العواطف لذلك فنحن لانفهم كثيرا ما هي امريكا ! فهي تجيش الجيوش وتسقط حكومات وتستبدلها بأخرى وتدافع عن اخرى وتغض الطرف عن اخرى وتقود هذا العالم الكبير المترامي الاطراف “وكأنها في لعبة شطرنج تمارسها مع صديق . وما يهمنا ربما ان ذات السيناريو فعلته بالعراق فقد اسقطت نظاماً دموياً مواليا لها واستبدلته بنظام سياسي جديد يصفه العالم بأنه محسوب على “عدوها الافتراضي” ثم تركت البلاد في فوضى عارمة انهار بها كل شيء فنظاما سياسيا مهترئا واقتصاديا هش واجتماعيا منحلاً وامنياً مخترق يعيش في حالة انذار متواصل وقد غضت الطرف كثيرا عن عمليات الفساد الممنهج وتركت الحبل على الغارب وهي تعلم كل شاردة وواردة دون ان تحرك ساكناً لحماية هذا النظام الجديد ’ تلك الفوضى التي أسستها في العراق جعلت معظم الدول التي تتطلع الى الحرية وتحاول ازاحة أنظمة الحكم المتجبرة و المتجذرة عليها تضع نصب أعينها النموذج العراقي والليبي والتونسي لأنهما ابدلا انظمة متوهمين بأن القادم أفضل وها هي تلك الدول تعيش في فوضى وفقدت الامل بنظام مدني يحترم حقوق الانسان ويعطي لكل ذي حقا حقه فما غنمنا إذن من السير مع المخطط الأمريكي الذي تركنا في احد الاوقات وسمح لداعش وهم مجموعة صغيرة جدا بان تحتل مدن وتسقط جيشاُ عرمرما ويرتكب مجازراً يندى لها الجبين وهي تتفرج كيف تدار هذه الفوضى !!!؟؟؟؟