23 ديسمبر، 2024 6:59 ص

كش ملك ..مات الوزير

كش ملك ..مات الوزير

 في ضوء المعطيات الجديدة التي سادت الساحة السياسية العراقية إثر سقوط هيبة جيش المالكي بوحل الهزيمة العسكرية المنكرة امام ارهابيين لداعش لايتعدون الفي مقاتل وفقدان الدولة المركزية سلطتها على نصف البلاد ، عاودت العملية السياسية العرجاء محاولاتها للتماسك والتصدي المحموم في مواجهة تطورات متلاحقة وهجمات للثوار الحقيقين وصلت حزام بغداد..ولأن الخوف صار يجمعهم ويوحدهم ،اعتلى ممثل التحالف الكردستاني فؤاد معصوم امس موقع رئاسة الجمهورية العراقية بعدما تسلطت على النواب هواجس كثيرة لما سيؤول اليه العراق لو استمر حكم نوري المالكي .. وحدهم الخوف بلا جدال، فاختاروا الرئيس معصوم حيث فرضت الوقائع على الارض ترتيب اوراقهم بما لايسمح بتكرار المشهد السياسي الماضي الذي تصدرته اجواء عدم الثقة بين الشركاء انفسهم ،في ظل حكومة فاشلة قادها لثماني سنوات رئيس الوزراء نوري المالكي ،تركت البلاد تتخبط بدماء شعبها واوصلته الى حافات الحرب الاهلية والتقسيم والتقزيم واضاعت هيبتهداخليا وخارجيا..اليوم وكما نراه ان الجميع متفقون ان لا …ولاية ثالثة للمالكي وان على مجلس النواب ان يتفقوا فيما بينهم على شخصية غير خلافية كي تكون رئيسا للوزراء العراق كله وليس رئيس وزراء طائفة كما كان في عهده مع تقديم تنازلات من باب غسيل الوجه لحزب الدعوة .. الاجماع على ذلك،جاء نتيجة لسياسة التفرد بالقرارات المخطئة وحصر الصلاحيات التي مارسها المالكي بيده دون ضوابط دستورية وقانونية ضاربا عرض الحائط مصالح البلاد مهددا امنها الوطني والقومي في الصميم ملحقا العار بالمؤسسة العسكرية بعد تلك الهزيمة المنكرة والشنيعة في الموصل وصلاح الدينوالانبار ..بدونه وبحسب مطلعين وقانونين قد تتحسن امور البلاد ولكن ذلك سيتتطلب اجراء محاكمة للمالكي ، لقيادته البلاد الى الدمار وتمزيق عرى الوحدة الوطنية باصراره على ارتكاب الاخطاء المدفوعة الثمن والتي دفع ثمنها عشرات الالوف من العراقيين دما قانيا سال في كل مناطق العراق والخسائر الكبيرة في المعدات العسكرية والعتاد والمنشئات والبنى التحتية التي جرى تدميرها في القصف الجوي المقابل بالطائرات والبراميل المتفجرة…التي يعد استخدامها نوعا من انواع الابادة الجماعية..اليوم وبعدما تكاملت الابعاد الثلاثية للصورة المرعبة وانكشفت زيف الادعاءات والحملات التي يشنها على المدن الثائرة على ظلمه وتعسفه وتهميشه للمكون السني والكردي معا وحتى شيعة الوسط والجنوب من العرب ..ثمة من يسال لماذا كشفت امريكا مجريات الاحداث وهل كان ذلك طلبا ايرانيا منه لتخفيف الضغط عن جيش بشار وكشفت حتى نياسم طرق دخول داعش واستيلائها على الموصل..؟ ومن اوصل الامور الى الدرك الاسفل ؟ ..ولماذا عمد نواب في الكونغرس الامريكي بشن هجوم صاعق على المالكي متهمين اياه بشتى الاتهامات بينها النهج الطائفي والاستبدادي وادخال داعشبعلمه ..؟؟ الجواب ان كل ذلك تم لان هناك سيناريو جديد للمرحلة قد بدأ تنفيذه باعلان اختيار رئيس للجمهورية من القومية الكردية والذي ستكون بيده وضمن صلاحياته اختيار رئيس وزراء جديد للعراق ..وفي حالة رفض حزب الدعوة تكليف غير المالكي لرئاسة الوزارة والانصياع دستوريا لسلطاته ،بحجة صارت قديمة يدعي فيها ائتلاف دولة القانون انه كان الكتلة الفائزة باكبر عدد من الاصوات ، فسيعلن فؤاد معصوم الامر للاقتراع العام امام النواب لاختيار الاصلح في ظرف تمالكت فيه معظم القوى السياسية التي وحدها الخوف على مصالحها وحتى المحسوبة على التحالف الشيعي نفسها ، لتقول قولتها :ان لا ..ولاية ثالثة للمالكي وستدلي الاكثرية النيابية باصواتها لصالح مرشح آخر .. وهنا ستتدخل امريكا بثقلها السياسي والامني لوضع نهاية لحلم المالكي بولاية ثالثة .. تعد الاتهامات الامريكية للمالكي التي اعلنت عنها امس الادارة الامريكية ، بداية للصفحة الجديدة من سيناريو التغيير ، بعدما ادركت اجهزة مخابراتها ، انها كانت محقة باحترازاتها ان لاتسلم قوات المالكي اسلحة ثقيلة وطائرات مقاتلة لانها تدرك قبل غيرها انها لن تكون بمأمن عن يد ايران ،طالما ان معظم جيشه هو عبارة عن مليشيات .. غير مؤتمنة ..وهي ايضا قد ادركت مؤخرا ان سمعة الجندية الامريكية اصبحت في حال يرثى لها بهذا الاستسلام المهين لخيرة القطعات العسكرية التي دربوها لسبع سنوات خلت وأضاع عليها العراق قرابة 20 مليار دولار .. ذهبت جميعهاهباء منثورا .. اقول: ان الواقع المؤلم الذي افرزته الدروس المستفادة من الكارثة ، انها ادركت مؤخرا خطئها في اعتماده رئيسا للوزراء على حساب السيدين اياد علاوي او عادل مهدي، وهي حينما رفضت تطبيق دعوة المالكي لها لتطبيق بنود المعاهدة الامنية والاطارية المشتركة مع العراق بخصوص تسلل داعش واحتلالها للموصل ،انما جاء نكاية به ،لادراكها ان للمالكي يد طويلة في كل ما حدث ..لهذا لم يكن كلام رئيس الاركان المارشال دمبسي رئيس الاركان جاء عن عبث وانما عن رؤية واضحة حينما قال: اننا لن نقدم الغطاء الجوي لمليشيات المالكي الشيعية وهو يقصد الايرانية ..وهي اليوم بنكهة بيانها الحاد والصارم من المالكي ،انما تضع امام شعب العراق ما كان متوقعا ورصدته اجهزة استخباراتها ومجسات مخابرتها في الارض والسماء ،ان التعاون الايراني العراقي في عهد المالكي اخذ ابعادا خطيرة وهو ما كان عليها ان تلجمه.. صحت امريكا اليوم من نومها وغفلتها فادارت له لوجهها ،وكانها لاتعلم انها يوم ابتدات فيه اول دروسها العسكرية للجيش العراقي الجديد ،انما كانت تتعامل وتدرب مليشيات وليس جيشا نظاميا يمتلك عقيدة قتال وانتماء لوطن .امريكا اليوم ادركت تماما ان رجلها في العراق قد انكشفت اوراقه وانه لا ..مدحت المحمود سينصره ولا التحالف الشيعي قادرين على مد يد العون لرجل فاشل بكل المقاييس مثل المالكي ، بات غير صالح للاستخدام اي ان صلاحيته انتهت.. لهذا سارعت الى كشف ورقة واحدة من اوراقه واعني ورقة داعش الغبراء ، وقطعا ان في جعبتها الكثير من الاوراق حتى يحين وقت الافصاح عنها.. فيما لو اصر على بقائه في السلطة ..لقد بدأ العد العكسي لنهاية الحقبة المالكية من القهر والعذابات والاقصاءات وتمزيق عرى ابناء الشعب العراقي التي استمرت ثماني سنوات ،رضع فيها العراقيون القهر والظلم والظلام والعسف من عملاء ايران قهرا ،و سادت خلالها بذور الفتن وعدم الثقة بين شركاء ما يسمى بالعملية السياسية التي انعكست في قرارات متقاطعة ضربت مكانة العراق ونموه واحالته الى بلد يفتقد الاستقرار وينتشر به الفساد وتسود فيه المليشيات بعيدا عن سلطة القانون … فهل احترق فلم المالكي ..؟كل الخبراء في شئون الارهاب يؤكدون ان هذا الانهيار السريع لقوات المالكي ، قد مكن داعش من امتلاك ماكنة حربية ستقاتل بها سنوات واتاح لها اموال من بنوك الموصل ستصمد بها امام اعتى الرياح بل انه اتاح لها ان تهيمن على الموصل تماما وتقيم ما سمته كذبا بدولة الخلافة., وزعزعت وحدة المجتمع العراقي بتهديدها للمسيحيين حينما خيرتهم بين الجزية والنزوح عن العراق ..ومن ثم اخذت تصعد من سياسة الامر الواقع التدميرية التي تتبعها كمنهج اسقاطي لكل القيم المقدسة والمزارات لهذا فجر مرقد نبي الله يونس .ووضعت على بيوت المسيحين علامات الهدم والترحيل اوالجزية.وفي آخر المطاف وبعدما ضجت الارض والسماء بنداءات المظلومين ..تحركت مرجعية النجف الدينية الشيعية رافضة تقديم دعمها للمالكي ..!!. ويبدو إن المالكي الان قد فقد كل امل في بقائه ،وهو يراهن على الخندق الطائفي وانصاره فيما يشبه برفسة المحتضر سياسيا ، ويبدوا ان بان كي مون الامين العام للامم المتحدة الموجود في العراق ، قد دخل على خط التسوية لتمهيد الطريق امام المالكي للمغادرة الامنة ..؟؟ هكذا تجري الامور في العراق ..هولاء الطغاة جميعا حينما تنكشف اوراقهم وتتوضح معادن جرائمهم تراهم يريدون ان يخرجوا باقل الخسائر ..!! وهم الذين الحقوا افدح الاضرار بقضايا بلادهم الوطنية ووحدتها بل ومات بسببهم مئات الالوف وتشردت الملايين ..وفقد العراق سمعته كدولة وامة بين الامم ..
*[email protected]