22 ديسمبر، 2024 7:27 م

كسر شوكة اسرائيل في حرب خاطفة يشنها الجيش المصري

كسر شوكة اسرائيل في حرب خاطفة يشنها الجيش المصري

كسر الجيش المصري العنجهية الاسرائيلية بانتصاره في حرب ضروس خاضها في 6 اكتوبر عام 1973 وحقق نصرا كبيرا على الجيش الاسرائيلي عندما تخطى خط بارليف الممتد على طول قناة السويس في عملية عبور اعادت للجيش المصري هيبته بعد الانتكاسة العسكرية التي لحقت به هام 1967 .. وقد تميزت حرب اكتوبر عام 1973 بعنصر المفاجأة مقارنة بباقي العناصر الاخرى واذا اخذنا كل تفاصيل حرب اكتوبر من البداية حتى النهاية لوجدنا ان اسرائيل بكل ماتملكه من وسائل وتقنيات لم تعان شيئا بمثل ما عانت من مفاجأة الهجوم المصري السوري وما احدثته هذه الحرب من اصابة نافذة في هيكل الادراك الحسي الاسرائيلي ويحتوي التاريخ على اسئلة كثيرة للمفاجأة العسكرية وهي في كل الاحوال شبيهة بالهجوم الياباني على الاسطول الامريكي في ” بيرل  هاربر ” بالمحيط الهادي وكذلك بالهجوم الجوي الاسرائيلي على مصر عام 1967 والذي سمي بنكسة حزيران .. ولم تكن مفاجأة حرب اكتوبر عام 1973 وليدة الساعة التي انطلقت فيها بل كانت حرب اعد لها المصريون منذ انتكاستهم في حزيران عام 1967 وان  المفاجأة المخطط لها مسبقا قد اتت ثمارها ليس فقط بمهارة وتخطيط المهاجم بل ايضا وبنسبة عظيمة بمدى غفلة الطرف الاخر الذي هو اسرائيل او بطء حركته ورد فعله .. واذا اردنا الدقة لوجدنا ان مانشير اليه بتعبير المفاجأة هو عبارة عن حزمة كبيرة من  العوامل المركبة فقد عملت اسرائيل وبجهد متميز ومنذ عام 1967 على بناء جدار ترابي على طول قناة السويس سمي ” خط بارليف ” وبارتفاق تجاوز 20 مترا وضعت فيه تحصينات وابراج مراقبة يصعب اجتيازها اضافة الى القوة العسكرية المنتشرة على طول  الخط كما نشر الجيش الاسرائيلي انابيب متخصصة بسكب مادة النابالم في حال قيام القوات المصرية باجتياز المانع المائي ” قناة السويس ” هذه التحصينات لم تمنع القيادة العسكرية المصرية من التخطيط والاستعداد لشن حرب خاطفة على اسرائيل تشل  قدراتها العسكرية وتعيد للجيش المصري المهزوم في انتكاسة حزيران عام 1967 اعتباره فبدأت القيادة العسكرية المصرية بناء منظومة دفاع جوي صاروخي ضد الطائرات على مستوى طيران مختلف الارتفاعات وكانت تلك المنظومة الصاروخية المتطورة غائبة عن  العقلية الاسرائيلية .. وفي محاولة من القيادة العسكرية المصرية لخداع القيادة الاسرائيلية عن عدم وجود نية لدى الجيش المصري لشن الحرب على اسرائيل اصدرت القيادة السياسية المصرية قرارا بانهاء عمل المستشارين العسكرين الروس العاملين في مصر في وقت بدأ فيه الجيش المصري يتحشد قرب قناة السويس بعملية تمويه غاية في الدقة حيث يعلن الجيش المصري عن قيامه بمناورة عسكرية قرب القناة بمستوى فرقة فيما يعلن عن انتهاء المناورة وانسحاب الفرقة الى مواضعها القديمة بعيدا عن الفناة مع ابقاء وبسرية تامة قوات بمستوى لواء حتى تمكن من خداع القيادة الاسرائلية عن الحشودات التي يقوم بها وقبل ايام من الحرب اعلنت القيادة المصرية فتح باب التقديم للراغبين من عناصر القوات المسلحة لاداء فريضة الحج في محاولة منه لايهام اسرائيل بعدم وجود نية للحرب وكان الحدث الاكثر تظليلا لاسرايل هو قيام القيادة الجوية المصرية بمنح الضباط الطيارين اجازات اعتيادية مع تزويدهم برسائل لايتم فتحها بحسب اوامر القيادة الا حين وصولهم مقرات سكنهم وعند وصول الطيار محل سكنه وفتح الرسالة وجد فيها  امرا من القيادة بالالتحاق بوحدته فورا وما ان التحق الضباط الى قواعدهم الجوية حتى وجدوا طائراتهم مهيأة في مدارجا استعدادا للانطلاق في عمليات هجومية على مواقع عسكرية محددة داخل اسرائيل .. وفي التحقيقات التي تلت حرب اكتوبر تبين ان كل  الملاحظات غير العادية على خطوط التماس مع اسرائيل كانت مسجلة في اكثر من تقرير اسرائيلي لكن ذلك لم يؤخذ في الاعتبار وتبين ايضا ان احد ضباط المخابرات الاسرائيلي في القيادة الجنوبية قد ارسل تقريرا لرؤسائه في الاول من اكتوبر عام 1973 وكانت التقويمات في هذا التقرير مختلفة عن تقويمات قيادات المخابرات لذلك لم يسمح لهذا التقرير بالمرور.. والتقرير كان يحذر من المناورات المصرية الجارية في ذلك التوقيت حيث بدأن الحرب بعبور الجيش المصري قناة السويس بعد ازاحة رمال ” خط بارليف ” بمقذوفات المياه لفتح ثغرات كانت ابذانا بعبور الجيش المصري الى ضفة القناة الاخرى وتدمير القوة الاسرائلية في عملية بطولية اعادت للجيش المصري اعتباره مازالت وقائها تدرس في الاكاديميات العسكرية تؤشر قوة التخطيط والمناورة والخداع التي استخدمها الجيش المصري في عبور مانع قناة السويس وتدمير خط بارليف الذي يعتبر من اكبر الموانع العسكرية في تاريخ الحروب في العالم .