17 نوفمبر، 2024 8:38 م
Search
Close this search box.

كرموهم أنهم مسؤولون!

كرموهم أنهم مسؤولون!

صنفان إذا صلحا صلح المجتمع وإذا فسدا فسد المجتمع, وهما (العلماء والأمراء).
تقديم القرابين من أجل الحثالة من الفاسدين، الذين يتربعون على العقول، باسم إسترجاع الحقوق المغتصبة، فبلدنا تعيس ورغم فقره يعيش، على أن صناع الظلام، يقامرون بما تبقى من رصيد الشعب فخلفوا لنا مليونا امرأة نازحة، ومثلها أرملة، وحرب تجري فوق أجسادهن ظلماً، وبرداً وقيضاً، ورمقاً ويتماً، ولا من معين سوى أنصار الدين، والمرجعية الرشيدة، ورجال العقيدة الحسينية الثائرة، والتي حفظت الأرض والعرض من الإرهاب.
 إذن العلماء مازالوا هم صمام الأمان، في أزقة الموت، لولاهم لقرأنا السلام على البلد، وأصبح اليوم في خبر كان، إما الأمراء، فهم سبب شقائنا وعذابنا، لأنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية المناطة بهم، فقدموا نموذجاً رديئاً للسياسي العراقي الفاسد، فتصدروا كل العناوين الخاصة بالمنظمات الدولية، في صناعة الفشل والتخبط، فتجدهم من الأوائل، في جلب التعاسة لشعبهم!
الكلام عن الديمقراطية، والحرية، والسلطة، والنزاهة، وحقوق الإنسان، لا معنى له إلا إذا تغيرنا من داخلنا، وعزمنا، وتوكلنا، عند ذلك نبدع في كتابة تأريخنا، فلا عنف أو ظلم، ولا شجرة يابسة، ولا نهر يجف.
الفساد والإفساد، زاد الأغنياء ثراء، والفقراء شقاء، وأصبح البلد جحيماً لا يطاق، والقردة والخنازير تعيث فيه خراباً، فأفسدوا في الأرض، فباتت الديمقراطية في ظلهم، طريق وطني فاسد، تسببت بحصد أرواح كثيرة، لذا وجب محاربة أعوان الشر، لأن الشرفاء لا ينتظرون منا، سوى الحب، والتعايش، والمواطنة، التي تصنع مجداً تليداً لعراق عظيم.
اللعنة على الساسة السارقين، والمتآمرين المارقين، والفاشلين الفاسدين لا تكفي أبداً، بل يجب محاكمتهم وفق القانون، ليكونوا عِبرة وعَبرة، لمن يفكر أن يسرق، لأن الضرر ليس فردياً، أو شخصياً، بل جماعياً، وهم يسعون سعيهم لنهب وهدر وسرقة المال العام.
 لقد بات دواعش السياسة، يتفننون بطُرق السرقة والقتل، فهم فنانون من الدرجة الأولى، حيث الموت ببشاعته، والخراب بأنواعه، والفساد بصوره، والفوضى بأشكالها، والمكاسب مخصوصة بأحزابها، والتسقيط بنفاقه، والنزوح بلوعته، والسقوط بخيبته، وبذلك فليتنافس المتنافسون!
ختاماً: أدوات التغيير الجذري، والقناعة مهمتان ضروريتان، للقضاء على الفاسدين، فهما أمران يحتاجان قوة الإرادة، والعزيمة، والإصرار، بمشاركة جميع فئات الشعب، والتحلي بالشجاعة في كشف الفساد، الذي صنع ما صنع بخيرات العراق، فتوالت المصائب علينا من كل صوب، ولهذا علينا أن نسير، على مبدأ حاسبوهم أنهم مسؤولون!

أحدث المقالات