الحكم والسلطة فتنة قلما نجا منها شخصٌ فهي شهوة قاتلة لا يتمكن من ادمن عليها بتركها حتى لو ادى ذلك الى هلاك العباد والبلاد وخير مثال على ذلك ما فعله ويفعله طغاة العرب من القذافي الى الاســـــــد، فما بالك بمن حصل عليها منذ مدة قصيرة وكان يقاتل عليها منذ عشرات الســـــــــنين امثال الحكام الجدد في العراق، والشـيءُ المضحك والمبكي في آنِ واحد هو أنهم يدّعون بأنهم من دعاة الديمقراطية والساعين لتطبيقها فــتراهم ينضمون الانتخابات ويدعون الناس بالذهاب الى مراكز الانتخابات والادلاء بأصواتهم، ثم ان عمليات التزوير على قدم وساق وبجميع انواعها، قبل الانتخابات واثناءها وبعدها.
ما ذكرناه اعلاه يحصل في العراق “الجديد” منذ 2003 فقبل عدة أيام جرت الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان ودخلت احزاب مختلفة للتنافس على مقاعد البرلمان البالغ 111 مقعد وكانت أجواء هذه الانتخابات هادئة ومرت بسلام إلا ان التزوير قبلها كان في مشاركة الاموات الذين وافاهم الاجل منذ 2003 ولست ادعي هذا وانما اكد عليه احزاب المعارضة وبالتأكيد قد حصل تزوير اثناء الانتخابات بطرق معروفة من التصويت لعدة مرات الى ملئ الصناديق بالاستمارات من قبل القائمين على المراكز لصالح احزاب السلطة ورُبّ سائلِ يسئل ما علاقة التزوير في انتخابات الاقليم بكركوك؟
وانا اذكر هنا ما رأيته بأم عيني في كركوك يوم 21 أيلول 2013، يوم الانتخابات حيث خلت مناطق التجاوزات (مناطق شاسعة تسكنها مئات الالاف من الاكراد الذين استقدمهم الحزبان الكرديان لتغيير ديمغرافية كركوك) من ساكنيها لانهم مسجلين في كركوك وفي الاقليم وذهبوا قبل يوم او ايام الى الاقليم للمشاركة في الانتخابات طبعاً لصالح احد حزبي السلطة والشــيء الملفت للنظر هو عدم تواجد الاكراد السوريين في كركوك (الذين جاءوا الى كركوك للعمل والتسول) يوم الانتخابات لانهم ذهبوا ايضاً الى الاقليم للمشاركة في انتخاباته وقد يتّهمني احدهم بان هذا محض افتراء ولكنني أؤكد ما صرح به بعض مسؤولي احزاب المعارضة قبل اسابيع من تزويد السلطات البطاقات التموينية لأكراد سوريا بغية مشاركتهم في الانتخابات.
اذا كانت النتائج غير مرضية لحزب السلطة فهناك مخرج لهذه المشكلة بمنحه الاصوات اللازمة على طريقة اضافة الاصفار امام الارقام، اذا كان الامر بهذا الحد فلا بأس ففي الانتخابات السابقة قام الحزب الحاكم بحرق مقرات احد احزاب المعارضة وبالعشرات وقتل من افراد هذا الحزب واعتقل البعض الاخر بتهم باطلة… إذن يا سادة اتركوهم وتزويرهم وإلا فإنكم تقتلون لانهم قريبوا عهد بالسلطة وهم غارقون في التلذذ بها.