18 ديسمبر، 2024 6:41 م

كركوك اعادت هيبة القانون من جديد

كركوك اعادت هيبة القانون من جديد

الصياح، والوجه الممطر غضبآ، والتكلم بمنطق القوة، وسائل يستخدمها من ضعف موقفه في قضية ما، وهذا السيناريو عمد على ان يمارسه و يطبقه الجانب الكردي بقيادة مسعود برزاني، في الازمة الاخيرة لكركوك، اذ ان التعامي على تطبيق القانون، والاصرار على استغشاء الثياب على الرؤوس، حتى تنعدم الرؤية تمام عن واقع الامور، هي مااجبرت جنود قوات البيشمركة، ان يذرفوا الدموع وتسابقت وسائل الاعلام على نقل تلك المشاهد، بعدما وقعوا بين المطرقة والسندان، فالقائد الذي يتصرف بصبيانية عسكرية وطيش سياسي، انما يرتكب جريمه بحق قواته، عندما لا يحفظ لهم هيبتهم، ويجعل منهم اضحوكة.

ان التضليل الاعلامي الذي عمل على التحشيد له برزاني، ضد حكومة المركز وتصويرها كقوة غازية ومحتلة للارض، كلها محاولات باءت بالفشل، فلا يمكن لصوت ان يعلو على صوت العقل والمنطق والقانون، فلا يوجد هناك مناطق متنازع عليها كما يشاع، بل هي مناطق متجاوز عليها دون وجه حق، ومحاولات مستمرة وممنهجة لتغيير ديموغرافية ارض عاشت بسلام لمئات السنين، وذلك لتنفيذ اجندات اجنبية بتمزيق وحدة اﻻرض.

ان تحكيم منطق العقل، هي من قادت بقية الاحزاب الكردية، الى اعلان تبرأها من تلك التحركات الانفصالية، والاجماع على ان مسعود برزاني لا يمثل الصوت الكردي الوطني انما يمثل نفسه واطماعه فقط، وما شهدناه من تعاون بعض قوات البشمركة، مع القوات العراقية بكل سلاسة، انما هو تعبر عن عقلانية الرجل الكردي الاصيل، الرافض للغة التصعيد، وكأن لسان حاله يقول كفانا معارك وحروب !

بان للجميع ان احلام برزاني التوسعية، قد انهارت واصبحت سراب، واللعب على وتر القومية لم يعد يطرب البيت الكردي، لقد أريد لكركوك ان تكون “حمام دم” للجميع لكن قدر الله وما شاء فعل، ( كلما اوقدوا نار للحرب اطفأها الله) اما موقف الحكومة المركزية بقيادة العبادي، فكان لها الاثر الاكبر بتهدئة اﻷمور، رغم قوة موقف الذي تمتعت بها بغداد، فكان لتطبيق القانون هو الفيصل، والبطل للمشهد الاخير في كركوك، تلك المدينة التي تلونت بالاطياف السبعة!