تشرئب الاعناق والقلق يتوج العقول وحيرة وحذر من قادم الايام , لم يبقى على جلسة البرلمان سوى يوم واحد , البعض يعتقد ان الالهة غاضبة على العراقيين وعليهم تقديم اضحية , و هذه الاضحية تنطبق مواصفاتها على السيد نوري المالكي , ويعتقدون ايضا بمجرد الانتهاء من مراسيم تقديم الاضحية ستعود المياه الى مجاريها , ستعود الموصل وصلاح الدين والاقضية والنواحي الاخرى الى احضان العراق وافواج الدواعش سيعودون الى جحورهم وثوار العشائر سيعودون الى حقولهم ومضايفهم والنقشبندية سيعودون للمارسة طقوسهم الدينية , المهجرون سيعودون الى ديارهم والشهداء سيرقدون بقبورهم بسلام !!!!
كرسي رئاسة الحكومة هو كرسي مدولب تدفعه قوى اقليمية , الحكومة تحتاج الى دعم دولي واقليمي , لان العراق اصبح بلد ضعيف لايملك مقومات البلد المستقل بعد ان دمرها بول بريمر , الجميع يتدخل بشؤونه ويتجاوز على هيبته , والقوى (السياسية) مجتمعه هي من تتحمل هذا الخرق الكبير للسيادة ,لانها تكتلات ميلشاويه طائفية اولا , وثانيا انهم جميعا ملتزمون بالنص الامريكي توافق ومحاصصة طائفية .
الوحيد الذي حاول الخروج عن النص الامريكي هو السيد نوري المالكي وقام بأرتجال بعض المواقف مما ادى الى ان يسستنكره البعض ولم تستسيغه القوى الطائفية الاخرى وحتى طائفته , ولكن السيد المالكي بقى متمسكا بالسلطة ( بعد ماننطيها ) ويطالب في نفس الوقت بالوطنية والديمقراطية واحترام القانون وحكومة اغلبية , مما جعل صورته مشوهه فهو طائفي ديمقراطي !! فتم رفضه من قبل الجميع , ولو كان طائفيا ونصر حلفائه لساندته طائفته , ولو كان غير طائفي لساندته القوى المختلفة , لكنه ضرب الجميع واليوم يضربه الجميع
رئيس حكومة العراق الجديد ( أن تنحى السيد نوري المالكي ), لن يكون افضل حظا من السيد نوري المالكي , قد يرفض الجلوس على الكرسي المدولب ولكنه سيحتاج الى عكازة وهذه العكازة اما تكون عكازة ايرانية او عكازة سعودية وفي الحالتين لن يكون موفقا , وسيتكرر الفشل وسيقدم ايضا اضحية للالهة السياسية الغاضبة, الجعفري مثال يتكرر كل فترة زمنية , نحن بحاجة لبناء دولة على اسس صحيحة وبأدوات وطنية وليس بأدوات اجنبية
سؤال مهم , الطائفة السنية تدعي التهميش وفي نفس الوقت تفرض ارادتها وتطيح برئيس الحكومة مرتين متتاليتين بينما رئيس الحكومة لايستطيع الاطاحة بمدير عام !!!!