جلس عدد من اصدقاء ابني من الاكراد يتحدثون عن كردستان العراق .. اربيل وكونها تقترب من دبي بملامحها .. والسليمانية ودهوك وسائر ربوع وطني الشمالي الثلجي العراقي الجميل ..
كانت اصوات مجموعة الاصدقاء تصلني بالرغم عني .. كنت اجلس في غرفة مكتبي القريبة من غرفة الجلوس .. ووجدتني مضطرة الى ان اذهب اليهم لاقول لهم بان كلامهم يتناهى الى مسامعي وباني فعلا سعيدة لان كردستان ترفل بهذا العز الجميل ..
اجابني احدهم قائلا .. خالتي .. كردستان عراقية واذا كان كلامي قد اسعدك فهذا طبيعي لاننا جميعا نسعد عندما تصبح البصرة فيحاء الخليج او ان تعمل الكهرباء بدون توقف في الكوت او الديوانية او تكريت او الرمادي .. انه وطن واحد ..
شكرته وعدت ادراجي وانا احاول ان لا افكر كثيرا بما يتناقض مع كلام صديق ابني .. ورددت مع نفسي متذكرة حلبجة وكل الظلم الذي تعرض له الاكراد ابان حكم الطاغية صدام .. “ليت القوى العالمية عملت على حماية اهل الجنوب والوسط وكل العراق كمثل الحماية التي قدمتها لاكرادنا العراقيين بعد حرب تحرير الكويت .. لربما كان حالنا اليوم مثل حالهم .. ما شاء الله لا قوة الا بالله على كردستان العراق”
**
لا احد يقول ان لا فساد اداري مطلقا في كردستان .. ولا احد يقول ان الاكراد كلهم ملائكة .. ولا احد يقول انهم افضل من اي عراقي اخر في ارجاء الوطن .. ولكنهم .. على نقيضنا .. تعلموا الدرس ووضعوا قدمهم على الطريق الصحيح وساروا فيه .. اما نحن .. فلا نزال نراوح خلف اماكننا وليس فيها .. ليتنا كنا نراوح في اماكننا لربما كان هناك امل في تقدمنا ولو ب خطوة واحدة الى الامام ..
**
يستاء الكثير من العراقيين لان الاكراد لا يسمحون لهم بالدخول الى اراضي كردستان قبل اتمام بعض الاجراءات .. ولكني في هذه مع الاكراد وليس ضدهم .. فقد سفكت دماء ابنائهم وتقتلوا وتعذبوا كثيرا من اجل ضمان وديمومة مكان امن يعيش فيه الاكراد بسلام ..
ومن دون اجراءات الاحتراز تلك . . من سيضمن ان لا يدخل الارهاب الى كردستان لتعم التفجيرات الموقوتة واصحاب الاحزمة الناسفة ..؟؟؟
ولكن الذي اسعدني كثيرا تصريح لنجرفان برزاني قراته اليوم ..ولا اتوقع ان يكون الرجل يجامل او يهادن او حتى يبالغ فيما ذهب اليه .. اذ قال :
أن الأكراد لا يفكرون في الانفصال عن العراق، بالرغم من “سياسية السيطرة والهيمنة التي ينتهجها رئيس الحكومة الاتحادية نوري المالكي”.
لعل قراءة هذا التصريح لحد هذه النقطة سيجعل الكثير منا يفكر بانه يجامل او يبالغ ولكنه يردف قائلا ..
” إن الأكراد كانوا مستقلين قبل 2003، ولكن بعد سقوط النظام عادوا برغبتهم إلى بغداد على أساس العمل وفق الدستور الذي صوت له أكثر من 80 في المئة من العراقيين”
ويضيف برزاني قائلا : أن الأكراد عملوا ما في وسعهم لحماية وحدة العراق وأعادوا مع شركائهم بناءه، وأنهم ليسوا خارج مسيرة بناء العراق الجديد..
صحيح انهم عادوا الى العراق بمحض ارادتهم .. وصحيح انهم لا يستطيعون ان يخرجوا بدولة بمفردهم بالسهولة التي قد يعتقدها البعض وصحيح ان العملية السياسية في العراق عرجاء وعمياء وصحيح ان العراق على شفير الهاوية .. ولكن الاستماع الى جملة واحدة تعبر عن اعتزاز طرف قوي بالعراق له وقع عذوبة الماء في يوم عراقي ساخن .. لا ندري الى اين سنوصل معه ..
والله المستعان ..