23 ديسمبر، 2024 6:12 ص

كردستان تفتقر إلى الإعلام الوطني !

كردستان تفتقر إلى الإعلام الوطني !

للإعلام دور كبير ومؤثر في نشر القضايا و الأفكار و إيصالها لعامة الناس وبطرق مختلفة سواء عن طريق الصحافة الورقية أو مواقع التواصل الإجتماعي أو التلفاز وبمختلف أقسامها الرياضية والسياسية والاقتصادية والكوميديا والتعليمية …الخ .

حقيقة كردستان تفتقر إلى الإعلام الوطني الذي يقفز فوق المصالح الحزبية و التجارية ،اليوم الإعلام في كردستان هو في أغلبه حزبي وتجاري ، له تأثير سلبي على المتلقي ما عدا بعض الاستثناءات الإيجابية القليلة جدا .

لو تحدثنا عن الإعلام الكردي المرئي فيمكننا القول أن القنوات التلفزيونية الكردية بمختلف أقسامها ، تأثيرها لا تتعدى حدود كردستان وهي موجهة فقط للشارع الكردي، رغم محاولة بعض القنوات الكردية الحديثة الناطقة بالعربية الوصول إلى الشارع العربي ،إلا أنها كانت فاشلة في أداء تلك المهمة ، لأنها لم تخرج من الصندوق الحزبي أو التجاري !

أنظروا إلى القنوات العربية ( الخليجية) كم هي مؤثرة في إيصال وجهة نظر الدولة وأيضا الدفاع عنها ، و أنا لا اسميها قنوات تلفزيونية بل صواريخ أرض جو دفاعية وهجومية ، وكل قناة تلفزيونية عربية (خليجية) خلفها جيش من الكوادر والمواقع الإلكترونية المكملة لها ، بحيث أنك تجدهم في كل مواقع التواصل الإجتماعي ك( التويتر ، والفيسبوك والانستغرام …الخ ) ،قوة هذه القنوات تكمن في أن هناك دعم مالي كبير غير محدود لها ، وأيضا إستعانتها بالخبرات الأجنبية ،والكوادر المحترفة ، ولها سياسة واحدة وواضحة وهي الترويج لسياسة الدولة والدفاع عنها .

إذا توفرت الإرادة الحقيقية الصادقة ، والدعم المالي؛ فإنه ليس من المستحيل تأسيس مؤسسة إعلامية كردستانية كبيرة تتكون من مجموعة قنوات ومواقع وصحف تضم كوارد من جهات كردستان الأربع، تتبنى سياسة وطنية وتكون ناطققة باللغة العربية والتركية والفارسية والإنكليزية بالإضافة إلى الكردية ، تكون مهمتها هي الرد على الشبوهات والأكاذيب التي روجت وما تزال تروج لها الحكومات التركية والإيرانية والعراقية المتعاقبة ضد الكرد ،بحيث إلى يومنا هذا أغلب المواطنين الترك والفرس والعرب ينظرون إلى شعب كردستان كنظرتهم إلى إسرائيل وذلك نتيجة لتحريض حكوماتهم ضد الكرد !
وأيضا تكون مهمتها التعريف بالقضية والثقافة الكردية بطريقة علمية مبسطة ،وتكون مصدرا خبريا لنقل الأخبار من كردستان إلى القنوات والصحف العالمية ،وإذا كان بث تلك القنوات في إقليم كردستان سيشكل حرجا لحكومة الإقليم فبإمكانها أن تبث من إحدى الدول الأوربية .