أن ثورة الامام الحسين عليه السلام لم تكن وليدة الانفجار النفسي الذي يعبر عنه العلماء انه كماء يغلي في قدر مقفل إذا لم يلق البخار المتصاعد منه منفذاً للخروج يؤدي إلى أنفجار القدر بتأثير ازدياد درجة الحرارة كما ان الانسان اختلف عن بعض الثورات التي كانت تعتمد بالدرجة الاساس على تصعيد التناقضات وإثارة الاستياء وتعميق الخلافات أكثر فأكثر وإبداء المعارضة للإصلاحات الواقعية لدفع المجتمع وهكذا تكون الثورة انفجارية لاثورة وعي وفكر وادراك وبمجرد أن تذهب الضغوطات تتلاشى الثورة والغضب الشعبي وهذا مايتبعه الكثير من المتجبرين المتسلطين وعلى مر العصور عندما يصل الى نتيجة انه ستقام ثورة ضده يلجأ الى أسلوب التهدئة والابتعاد عن العنف لحين زوال حرارة قلوب المعارضين وبعدها يتم قمع الثورة باسلوب هاديء جدا. اما الامام الحسين عليه السلام فانه لم يعمل على أثارة الشعوب من أجل قيام ثورته المباركة بالرغم من ظلم الحاكم واستبداده بالملك ولم تنشأ تلك الثورة بسبب نفاذ الصبر فكان عليه السلام قد رسخ مباديء الثورة وأدراكها واسباب قيامها ونتائجها لدى الناس جميعا فآمن به قليل وهم ابطال كربلاء رضوان الله عليهم , كان الامام عليه السلام يتجنب استغلال أي عامل يؤدي إلى حدوث الانفجار النفسي والعاطفي ولا يسمح بأن تنطبع ثورته بالطابع والدليل على ذلك محاولاته العديدة في صرف أصحابه عن الاشتراك معه في نهضته التي كان على علم مسبق بنتيجتها، فكان يكرر عليهم قوله أن لا منافع مادية أمامهم في مسيرتهم تلك وأنه لا ينتظرهم غير الموت المحتم، وفي ليلة العاشر من محرم نراه عليه السلام يمتدح أصحابه فيقول بأنهم خير الأصحاب، ويكرر عليهم بأنه هو المطلوب من الحكم الأموي وليس غيره، ويؤكد لهم بأنهم لو تركوه لوحده فلن ينالهم سوء من الأمويين ويخيرهم بين البقاء والذهاب بمقولته الشهير ( هذا الليل فاتخذوه جملا) فماكان من أصحابه الا ان يردوا الجواب على امامهم وقائدهم بانهم ماضون في طريقه وسيفدونه بانفسهم وأموالهم وعيالهم من أجل الحفاظ على رسالة جده المصطفى صلى الله عليه واله وسلم صحيح كان واجبه اشعار القوم بالظلم والاستبداد من قبل الحكام لكن كان يهدف الى ترسيخ ذلك وادراكه من قبل الناس انفسهم ليكونوا بعد ذلك مخيرين بين النهوض والخنوع فما كان أختيار أصحابه الا هيهات منا الذلة فسطروا اروع البطولات وثبتوا على الحق وأبوا الا ان يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر فكانوا مصداقا لكل احرار العالم بدماءهم ودماء امامهم عليه السلام استقام الدين وخرج الناس من عزلة الانهزامية الى الارادة الثورية لكن يبقى سؤال للحاضر وللمستقبل وبناءا على ماقاله الاستاذ المعلم (لنسأل انفسنا عن الامر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات : هل تعلمناها على منهج الحسين عليه السلام ؟ وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد واله وصحبه الاطهار عليهم السلام وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل انواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش من قلة السالكين؟) هذا التساؤل يضع كل فرد امام نفسه ليحاسبها وبعد ان يحاسبها لابد ان يتخذ قرارا لا رجعة فيه اما ان يكون ممن يسير على نهج الحسين عليه السلام وان يدرك واجبه الشرعي تجاه المعروف والمنكر فيسير على سيرة الامام الحسين عليه السلام وسيكون من الفائزين والناجين واما ان يختار خانة اللامبالاة والذل والخنوع وعندها سيمنى بالذل والهوان في الدنيا والاخرة .
اللهم اجعلنا ممن يسير على نهج الامام الحسين عليه السلام وثبتنا على الدين وبلغنا نصرة الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف. http://www11.0zz0.com/2018/04/24/06/795734672.png