22 ديسمبر، 2024 2:56 م

كربلاء برؤية جديدة / الحلقة 7

كربلاء برؤية جديدة / الحلقة 7

الشيخ الصدوق من كتاب الشيعة
2- الشيخ محمد بن الحسن .. صاحب كتاب من لا يحضره الفقيه , هو الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى سنه 381الصدوق، أحد أعلام الدين في القرن الرابع،

ولد في قم المقدسة ,ورحل إلى الري” طهران ” واسترآباد ومشهد الرضا {ع} وسرخس وإيلاق وسمرقند وفرغانة وبلخ وهمدان ثم انتقل إلى العراق , فعاش زمنا في بغداد ثم انتقل إلى الكوفة.. ثم زار مكة المكرمة والمدينة… وذاع صيته في العالم الإسلامي كله ..

كان والده رحمه الله شيخ القميين وثقتهم في عصره وفقيههم في مصره مع أن بلدة قم يومئذ تعج بالأكابر والمحدثين، وهو مع مقامه العلمي ومرجعيته في تلك البلدة وغيرها , فقد كان يعمل بالتجارة ,وله دكة في السوق يتاجر فيها بزهد وعفاف وقناعة بكفاف، وكان فقيها معتمدا له كتب ورسائل في فنون شتى ذكرها الطوسي والنجاشي، وقال ابن النديم في الفهرست: ” قرأت بخط ابنه محمد بن علي على ظهر جزء: ” قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي وهي مائتا كتاب وكتبي وهي ثمانية عشر كتابا “. فبيته بيت العلم والفضل والزعامة الروحية…. فكان الصدوق وليد هذا البيت وعقيد ذاك العز مع ما حباه الله سبحانه من حدة الذكاء، وجودة الحفظ والفهم، وكمال العقل.

عاش مع أبيه عشرين سنة قرأ عليه وأخذ عنه وعن غيره من علماء قم، فبرع في العلم وفاق الأقران، ثم غادرها إلى الري بالتماس من أهلها فسطع بها بدره وعلا صيته مع أنه في حداثة من سنه وباكورة من عمره، فأقام بها مدة ثم استأذن الملك ركن – الدولة البويهي في زيارة مشهد الرضا سلام الله عليه فأذن له وسافر إليها، ونزل بعد منصرفه نيشابور – وهي يومئذ تحف بالفطاحل – فاجتمع عليه العظماء والأكابر فأكبروا شأنه وتبركوا بقدومه وأقبلوا على استيضاح غرة فضله والاستصباح بأنواره فأفاد لهم بإثارة من علمه الغزير وأنموذج من فضله الكثير، فبهر الأسماع، وانعقد الرأي على مرجعيته ..( [1] )…

تأليفه:… له نحو ثلاثمائة مصنف, نص عليه شيخ الطائفة في الفهرست وعد منها أربعين كتابا. وبعدما أطراه المعلم الكبير أبو العباس النجاشي المتوفى 450 في رجاله ذكر نحو مائتين من كتبه وقال: ” أخبرنا بجميعها وقرأت بعضها على والدي علي بن أحمد بن العباس النجاشي ” –.. ومن المأسوف عليه أنه ضاع اغلب كتبه ومخطوطاته , واندرس أكثرها، وانطمست تسعة أعشارها، وطواها الدهر, ومحا آثارها ..ومن أعظمها كتاب ” مدينة العلم ” الذي هو أكبر من هذا الكتاب كما صرح به الشيخ في الفهرست وابن شهرآشوب في المعالم ( [2] ) ..

هناك رواية عن العلامة الرازي في الذريعة –عن الشيخ الصدوق .أنه قال في درايته: ” وأصولنا الخمسة: الكافي، ومدينة العلم، و من لا يحضره الفقيه، والتهذيب، والاستبصار.. “.والظاهر وجود ذلك الكتاب في زمانه، ولكن باد فلا يبقى إلا اسمه، وغاب وما كان يلوح إلا رسمه، حتى أن العلامة المجلسي – رحمه الله – صرف أموالا جزيلة في طلبه وما ظفر به، وقال العلامة الرازي (ره) في ذريعته ” إن السيد محمد باقر الجيلاني الأصفهاني بذل كثيرا من الأموال ولم يفز بلقائه،أي لم يعثر على كتاب مدينة العلم..

[1] – الفوائد الرجالية / ج3 ص 293 .. غيبة الطوسي .. بحار الأنوار .. كمال الدين واتمام النعمة طبع مكتبة الصدوق ص 205

[2] – قال الشيخ – رحمه الله – بعد ذكر جملة من كتبه: ” وكتاب مدينة العلم أكبر من لا يحضره الفقيه “.

وقال ابن شهرآشوب في المعالم ” ان مدينة العلم عشرة أجزاء ” ومن لا يحضره الفقيه أربعة.