18 نوفمبر، 2024 12:39 ص
Search
Close this search box.

كربلاء .. المكان الذي ولدت فيه روحي!

كربلاء .. المكان الذي ولدت فيه روحي!

كهيعص حروف إلهية، وردت في القرآن الكريم، لكنها تتحدث عن تأريخ حافل بكربلاء التضحية، ويزيد الفاسد وهلاكه، وسبي نساء العترة الطاهرة، والدعوة الى الإصلاح، ومحاربة الفساد الأموي، الذي أراد الإنحراف بالأمة، عن جادة الصواب، إنها حروف تذرف الدماء بدل الدموع حزناً، على سبط المصطفى، وإبن المرتضى، إنه الحسين (عليه السلام).
كربلاء مكان مقدس، ولدت فيه روحي عشقاً وجنوناً، لمصيبة أبي الأحرار وبما أن شهر محرم الحرام على الأبواب، فقد توجهت الجوارح الى البقعة المباركة، وأرواح الملائكة، تطوف حول الحرم الشريف كل لحظة، لتبكي مصاب سبط النبي الكريم محمد، (صلواته تعالى عليهما)، إنه شهر الأحزان والمصائب، عند العقيلة الحوراء (عليها السلام).
مع غياب الجسم تحت الثرى، وخلود الإسم على جبهات العصور والدهور، حضر ت دماء الإمام الحسين (عليه السلام)، لتدون تأريخاً أسطورياً، على الأرض وفي السماء، لأنه أختار الموت بإرادته، من أجل الحياة الأبدية، لحفظ الدين من البدع والضلالة، فقد نادته مملكة الكوثر الطاهرة، للإلتحاق بها في عليين، عند مليك مقتدر،
يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً، والقزم عملاقاً، والخفاش نسراً، والظلمات نوراً، ولكن أمام الحمقى والسذج فقط، عبارة قرأتها في إحدى الصحف العراقية، لكنها تنطبق على الحاكم يزيد الطاغية، أيام الإمام الحسين (عليه السلام)، فكيف به وهو الملاك الرباني، والنسر المجنح بالأيمان، والنور المبين، إنها معركة الحق كله، على الباطل كله.
عبارة (المكان الذي ولدت فيه روحي هو وطني)، كتبها الروائي الفرنسي الشهير فكتور هيجو، في إحدى رواياته، لكنها أخذت مني ما أخذت، حول الكتابة عن وطني الخاص، بقصة إنتصار الدم على السيف، إنها كربلاء المقدسة، حيث الأمام المجاهد، سليل الدوحة النبوية الشريفة، والذي قاد أعظم ثورة إنسانية، ضد أعتى الطغاة.
أيها المسلمون: عليكم بالصمود في ميدان الدنيا، من أجل الأخرة، ولابد لكم من إستحضار دروس واقعة الطف الكربلائية، لا أن تكونوا من القارئين للمعركة، إستذكاراً تأريخياً فقط، ففي العراق قاتل وأستشهد الحسين (عليه السلام)، من أجل إصلاح العالم، فالشهيد الغريب، شمس لا تبكي في الغروب، لأنها تشرق في مكان أخر.

أحدث المقالات