19 ديسمبر، 2024 4:49 ص

كراسي تيـﭭـال

كراسي تيـﭭـال

أُبتليَّ الشعب العربي منذ عشرينيات القرن الماضي بحكام لم ينتخبهم ولم يرشحهم بل هم الذين نصبوا انفسهم قادة للبلاد والعباد فنهبوا وظلموا ونشروا الفساد. فمنهم من تآمر على ابيه او اخيه ليحل محله وينصب نفسه إلها يسجد له الجميع ويُقبل كتفه ورأسه وجبينه ويده المتلونون الذين ينعقون مع كل ناعق ، ومنهم من تآمر على شعبه وقال انا ربكم الاعلى !! نصَّب هؤلاء (القادة) انفسهم او نصبتهم الدول الاستعمارية او المنظمات الدولية الاستعمارية بصورة مباشرة او غير مباشرة، وتلك هي كارثة الكوارث. ان اغلب هؤلاء (القادة) يدعون انهم من سلالة الرسول(ص) والرسول منهم براء . وتمر السنين ويُصَّدق هؤلاء النكرات من انهم من سلالة الرسول(ص) . ثم تهافت عليهم المتهافتون فما زادوهم الا خبالا وينتفخ هؤلاء كأنهم الطواويس او كأنهم البالونات الفارغة ثم تتحول قلوبهم الى حجارة بل ان الحجارة ارق ومنها ما يتفجر منه الماء ليسقي الزرع والحرث.    يتحول هؤلاء بمرور الزمن الى فراعنة بل اشد قسوة فيحولون بلاد الله الى دول بوليسية قمعية ،دول يخيم عليها الموت ولا شئ غير الموت. ومن ينبس ببنت شفة لم ولن يره الجن والانس بعدها . ولم ترَ بلدان العالم سجونا ومعتقلات اقسى واقبح وافظع مما تملكه بلاد العرب. يحول هؤلاء بيت المال او خزينة الدولة الى جيوبهم ، فتأنُ خزائنهم مما خَزنوا وتتمزق جيوبهم مما حملوا ويطيش صبيانهم بما اكتًنزوا ويموت الشعب فقرا وجوعا وذلا وينام الناس في بيوت الصفيح والمزابل والمقابر وينام (القادة) في قصور لم يرها خيال الف ليلة وليلة، والويل والثبور وعظائم الامور لمن يقول ( اين حقي؟) فهو محظوظ ان رأته القبور !!     يدعي هؤلاء ان العدو يتآمر عليهم فيسارعوا الى شراء الاسلحة الفتاكة بمليارات الشعب المظلوم من اسيادهم كي لا تتعطل مصانعهم ثم يخزنوها وضد شعبهم يستخدموها ، وما أُطلقت رصاصة واحدة ضد العدو الصديق الذي اوصلهم الى كراسي الحكم يوما. وكم اُحتُلت اراضي عربية و وُهبت الى دول الجوار وسُرقت اموال عريبة وقُتلت الالاف العربية فما خرجت من افواه (القادة) قصيدة اصمعية!!     ويوم يبلغ السيل الزبى ويخرج الشعب في شرق البلاد وغربها شمالها وجنوبها مطالبا بحقوقه المسلوبة ومطالبا قادته بتنفيذ وعودهم ينتفض هؤلاء (القادة) ليكيلوا الشتائم الى المطالبين بحقوقهم متفوهين باقبح الكلمات التي لا تلفظها …. ثم يتشبثوا بكراسيهم تشبث الاطفال بلعبهم لا يريدون تركها ولو ابادوا الشعب كله فهي التي وهبتهم الهالة والجاه والمالَ. شكرا للدول الاستعمارية والمنظمات الاستعمارية العالمية التي منحتنا (القادة)الكرام فلولاهم لم نرتدِ ثوبا ولم ننتعل نعلا ولم نمتطِ بغلا فهم لا يريدون ترك كراسيهم فهم البوصلة والمرشد والمعين لشعبهم!! لكن الشعب العربي قدم طلبات الى (هيئة الامم المتحدة) و (الدول الاستعمارية ) بأن يزودوا قادتنا بكراسي تيـﭭال والله السميع العليم المجيب المتعال.
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات