22 ديسمبر، 2024 11:19 م

أصعب ما تواجهه البشرية , وجود أشخاص في كراسي القيادة والقرار يجيدون أستثمار المشاكل والصراعات , وتطويرها لتأمين سيطرتهم على الآخرين.
فلا يحلون مشكلة بل يعقدونها , ويورطون أطرافها بتفاعلات تحقق مصالح القوى الغادرة بهم , والتي تظهر على أنها المنقذ والساعي الرحيم , وهي وحش يبدو بمظهر المدافع عن حقوق الإنسان التي يدوسها بقدميه.
فالبشرية أمضت القرن العشرين والربع الأول من القرن الحادي والعشرين , في دوامة إفتراسية شرسة إستنزفت طاقاتها وقدراتها , وبعض الدول إستيقظت وبعضها لا تزال تغط في مآسيها وآلام جراحها المتقيحة.
والأحداث القائمة التي تورطت فيها أوربا بدفع من القابض على مصيرها , مشكلة كبيرة ستنهك الدول الأوربية , وستفقد معظم قدراتها على المطاولة والحياة.
إنها لعبة الحرب بالوكالة والسقوط في حفر المصير المشؤوم , الذي لا مناص للخروج منه , بل الإستسلام لمعطياته ودوامات مقتضياته الداعية إلى مزيد من الإستنزاف.
ومن الواضح أن ما يجري في أوكرانيا قد أسقط ورقة التين فانكشفت عورات العلاقات الدولية , وتبين أن أوربا رهينة , وإن أرادت التحرر من قبضة سيدها فستعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية , ولهذا فترضى بمواصلة الحرب العبثية لتجنب الحروب البينية , فما تخسره فيها , أقل من خسائرها لو إستعرت الحرب بين دولها , كما كان عليه الحال قبل الحرب العالمية الثانية.
وهكذا فقطار المآسي سيسير على سكة القرن الحادي والعشرين , وسيدوس على رؤوس الملايين تلو الملايين , وستتخرب دول كثيرة وسيعم الدمار في أصقاع الدنيا , وستساهم الطبيعة بصولاتها التدميرية اللازمة لمحق البشر .
تلك هي الوقائع كما تبدو في القرن الحادي والعشرين , ولن تجدوا حلا لمشكلة , لأن السلام خسران , والعدوان ربح وتعبير عن كوامن النفوس الأمارة بالمساوئ والويلات.
فأين الظفر؟!