9 أبريل، 2024 3:34 ص
Search
Close this search box.

كراسي الفرص الضائعة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

أهم أسباب مشاكل العراق تكمن في أن الكراسي التي تتسلط على البلاد لا تمتلك أبسط معايير ومهارات القيادة المتوافقة مع حجمه الحضاري والإنساني والإقتصادي والشعبي , وجميعها لم تغتنم العديد من الفرص التأريخية النادرة التي تصنع الحياة.

واليوم أمام رئيسه فرصة ذهبية لن ولن تتكرر , تستدعي الشجاعة والجرأة والبسالة والقدرة على التوثب الوطني , والتلاحم الجماهيري المنطلق نحو آفاق الكينونة التأريخية المجيدة الظافرة.

وهذه الفرصة تتلخص بثورة شعب متواصلة , وسوح إعتصامات وإحتجاجات متعطشة لقائد يتماهى معها ويعبر عن إرادتها بإقتدار قيادي صحيح.

ومن العقل والحكمة أن يثب الرئيس إلى ميادين التفاعل القيادي العزوم , وينتشل البلاد والعباد من متاهات المجهول , ويدخل التأريخ متوجا بإرادة الشعب , فهل يا ترى سيمتلك هذه القابلية ويثور على الكرسي , ويتفاعل مع الجماهير بنكران ذات ووعي ثوري أصيل؟

الشك في ذلك قائم , فالنمطية السلوكية للكراسي لم تتغير منذ بدء عهد الجمهوريات الدامي , ولم يجلس على كراسي السلطة إلا الذين يتجاهلون الشعب ويمررون أجندات القوى الإقليمية والعالمية , وما يساهم في إنسياب النفط إلى أصحابه الحقيقيين الذين يحسبون البلد ملكهم المشاع , والحكومات عبارة عن وجوه لخداع الشعب ونهب ثرواته.

ولهذا فربما ستتواصل ثورة الشعب وبخسائر متزايدة , وسيستمر تجاهل الكراسي للجماهير وبأساليب متنوعة , من مراوغة وتضليل وتسويف وتدبير وتدمير وأفاعيل إجرامية وترويعية , وستتطور الحالة وقد يعود كل شيئ إلى المربع الأول , وإلى حي على الخراب والتحارب والتصارع مع قوى سيتم تأهيلها وتفعيلها , وبثها في المناطق التي يُراد لها أن تكون ميادين نزال دائب.

فاللعبة هي اللعبة والخاسر أبناء البلاد الذين يريدون وطنا , ووطنهم ملقيا على طاولة التخدير والتبضيع والتشريح , وهناك عشرات الفرق التي تنتظر دورها لإجراء العمليات المناطة بها لكي تقتله , وتمحق ما يشير إليه.

وما دامت الكراسي لا ترى ولا تسمع ولا تفكر , وبوصلتها أمّارة السوء التي فيها , فأن الواقع لن يأتي بما هو إيجابي , ولن يتغير الحال إلى أحسن حال , وسيرفعون لافتات مكتوب عليها , ليس في الإمكان خير مما كان , فاقتلوا أكون ويكون , واسحقوا أريد ويريد , فالماضي هو الحاكم وصمام أمان الوجيع العراقي اللذيذ , الذي سيأخذ الجميع إلى جنات النعيم بعد حين.

ولا تقل تفاءلوا بالخير تجدوه , واقرأ الفاتحة على الحياة , ما دامت البلاد بلا قادة وطنيين أباة!!
ولا يزال الأمل برئيس يثور على الكرسي!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب