أهم أسباب مشاكل العراق تكمن في أن الكراسي التي تتسلط على البلاد لا تمتلك أبسط معايير ومهارات القيادة المتوافقة مع حجمه الحضاري والإنساني والإقتصادي والشعبي , وجميعها لم تغتنم العديد من الفرص التأريخية النادرة التي تصنع الحياة.
واليوم أمام رئيسه فرصة ذهبية لن ولن تتكرر , تستدعي الشجاعة والجرأة والبسالة والقدرة على التوثب الوطني , والتلاحم الجماهيري المنطلق نحو آفاق الكينونة التأريخية المجيدة الظافرة.
وهذه الفرصة تتلخص بثورة شعب متواصلة , وسوح إعتصامات وإحتجاجات متعطشة لقائد يتماهى معها ويعبر عن إرادتها بإقتدار قيادي صحيح.
ومن العقل والحكمة أن يثب الرئيس إلى ميادين التفاعل القيادي العزوم , وينتشل البلاد والعباد من متاهات المجهول , ويدخل التأريخ متوجا بإرادة الشعب , فهل يا ترى سيمتلك هذه القابلية ويثور على الكرسي , ويتفاعل مع الجماهير بنكران ذات ووعي ثوري أصيل؟
الشك في ذلك قائم , فالنمطية السلوكية للكراسي لم تتغير منذ بدء عهد الجمهوريات الدامي , ولم يجلس على كراسي السلطة إلا الذين يتجاهلون الشعب ويمررون أجندات القوى الإقليمية والعالمية , وما يساهم في إنسياب النفط إلى أصحابه الحقيقيين الذين يحسبون البلد ملكهم المشاع , والحكومات عبارة عن وجوه لخداع الشعب ونهب ثرواته.
ولهذا فربما ستتواصل ثورة الشعب وبخسائر متزايدة , وسيستمر تجاهل الكراسي للجماهير وبأساليب متنوعة , من مراوغة وتضليل وتسويف وتدبير وتدمير وأفاعيل إجرامية وترويعية , وستتطور الحالة وقد يعود كل شيئ إلى المربع الأول , وإلى حي على الخراب والتحارب والتصارع مع قوى سيتم تأهيلها وتفعيلها , وبثها في المناطق التي يُراد لها أن تكون ميادين نزال دائب.
فاللعبة هي اللعبة والخاسر أبناء البلاد الذين يريدون وطنا , ووطنهم ملقيا على طاولة التخدير والتبضيع والتشريح , وهناك عشرات الفرق التي تنتظر دورها لإجراء العمليات المناطة بها لكي تقتله , وتمحق ما يشير إليه.
وما دامت الكراسي لا ترى ولا تسمع ولا تفكر , وبوصلتها أمّارة السوء التي فيها , فأن الواقع لن يأتي بما هو إيجابي , ولن يتغير الحال إلى أحسن حال , وسيرفعون لافتات مكتوب عليها , ليس في الإمكان خير مما كان , فاقتلوا أكون ويكون , واسحقوا أريد ويريد , فالماضي هو الحاكم وصمام أمان الوجيع العراقي اللذيذ , الذي سيأخذ الجميع إلى جنات النعيم بعد حين.
ولا تقل تفاءلوا بالخير تجدوه , واقرأ الفاتحة على الحياة , ما دامت البلاد بلا قادة وطنيين أباة!!
ولا يزال الأمل برئيس يثور على الكرسي!!