لم يكن المواطن العراقي ينتظر تصريح الناطقة الرسمية باسم «ائتلاف الوطنية» النائب ميسون الدملوجي، ليتبين عدم صحة الخبر الذي بثته قناة «الاتجاه» عن امتلاك «حركة الوفاق الوطني العراقي» للواء مسلح مدعوم من المملكة العربية السعودية يقوم بتدريبات واستعراضات في مقر الحركة الذي أصبح مقر «إئتلاف الوطنية» والغرابة ان التقرير الذي نقل هذا الخبر يشير الى «تزايد مخاوف العراقيين، وان هناك قلقاً شعبياً من ميليشيات علاوي».
إنّ ما بثته قناة «الاتجاه» مثير للضحك والسخرية لأن العراقيين يعرفون من هو الذي يمتلك الميليشيات التي يشرف عليها فيلق «القدس» الذي يقوده قاسم سليماني الحاكم الفعلي لبلاد الرافدين بعدما أصبح نوري المالكي صنيعته «لعبة بيديه»، يحرّكها في «الاتجاه» الذي يرغب، مثلما حرّكت المصالح السياسية والمالية قناة «الاتجاه» لتحرف البوصلة نحو مدارات غير خليقة بالاعلام الحر، الشريف.
إن الدكتور أياد علاوي هو من السياسيين العراقيين المؤمنين بدولة القانون والمؤسسات قولاً وفعلاً، وهذا ما جسّده في الادارة وعلى الارض عندما كان رئيساً لمجلس الوزراء، فيما نحر أقطاب إئتلاف دولة القانون، الدولة من الوريد الى الوريد بما ارتكبوا من مفاسد وانتهاكات، معممين ثقافة الحقد والانتقام والرشوة. إذ لا تكفي مجلدات لأرشفة «مآثر» المالكي والمحيطين به الذين أغرقوا العراق في الدمار والدم، وتسبّبوا بإفقاره أكثر فأكثر وهو أغنى بلدان المنطقة العربية، بعدما إنتهبوا ثرواته.
الدكتور إياد علاوي كان عرضة لغير محاولة اغتيال خططته لها المخابرات الايرانية في ظل سكوت المالكي وحلفائه، محاولة في البر، وأخرى من الجو، ولو كان في استطاعتهم المحاولة بحرا لفعلوا.
إن ما بثته قناة «الاتجاه» هو خطير وأخطر ما فيه أنه يوفر المبررات وبينة ملائمة لأعداء العراق وشخصياته الوطنية، للإعتداء على الدكتور علاوي ومحاولة تصفيته جسدياً، لأن قامته وحضوره يقلقان هؤلاء الأعداء ويقضان مضاجعهم. ولسنا في حاجة الى تحديد هوية هؤلاء، فالمكتوب يقرأ من عنوانه.
إن أبناء الشعب العراقي الذين يعرفون مقر حركة الوفاق العراقي، ويقصدونه باستمرار يعرفون ألا وجود لأي قوة مسلّحة، سوى الفوج العسكري المفصول لحماية الدكتور اياد علاوي والتابع لوزارة الدفاع، كونه رئيساً سابقاً للوزراء، والقانون يبيح له ذلك. إضافة الى ان المقر مراقب من «كاميرات» أحد اجهزة المخابرات المجاورة له، وهي تغطّي الشارع الذي يفضي الى المنطقة الخضراء، بكامله، من المؤسف ان تكون قناة اخبارية كـ«الاتجاه» مرتهنة لجهات تحثها على الكذب واختلاق الروايات غير المركوزة على أرض الواقع، أيا يكن البدل الذي تجنيه من هذه الجهات التي دأبت على الأساءة لمن ينافسها بعدما غاب عنها ان الديموقراطية الحقة تقضي بخوض معركة الانتخابات بروح رياضية، وبعيداً من الأساليب اللاخلاقية.
كان النازي غوبلز يقول: أكذب… ثم أكتب… ثم أكذب، ففي نهاية المطاف لا بد من ان يعلق شيء في ذهن المواطن، ويبدو ان اخصام الدكتور اياد علاوي أخذوا بهذا القول وشرعوا يطبقونه دون وازع من ضمير او أخلاقي، لقد فاتهم ان «الشمس شارقة، وأن كل شيء تراه في الشمس».
كاتب عراقي مقيم في الامارات