23 ديسمبر، 2024 3:03 م

كذبة نيسان … كذبة نيسان

كذبة نيسان … كذبة نيسان

ارسل لي احد الاخوة وعبر الفيس بوك هذه الرسالة(السيد السيستاني يزور الامام الحسين (ع) ويلتقي ببعض الزائرين) وحقيقة ان استغربت من الموضوع وبقيت افكرفيه كثيرا وبعد ساعة ارسل ليس رسالة اخرى وقد كتب فيها (هههههه….. كذبة نيسان) وحينها تألمت كثيرا للموضوع وقلت في نفسي ولماذا ينحدر المجتمع المسلم هذا الانحدار ولماذا يقوم بأمور لا يعرف من اين جاءت ولماذا جاءت وما هو الغرض الحقيقي منها وهل يعرف من يتداول هذا الامر ما هو مصدرها وهل يعرف ان ما يطلق عليه كذبة نيسان وما يعرف غربيا “كذبة إبريل” تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة إبريل”. وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من إبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة. وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من إبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا إبريل وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في بريطانيا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي إسكتلندا نكتة إبريل. ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول إبريل وبين عيد “هولي” المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من إبريل. ونتيجة لذلك أصبح أول إبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في أسبانيا دينيا أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد “بسمارك ” الزعيم الألماني المعروف. وهل سمع هؤلاء الذين يتبادلون هذه الترهات ان الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه العزيز ” (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون ) وان هناك المئات من الاحاديث التي تذم الكذب وتتوعد مقترفه بالعذاب الاليم فمثلا يقول الامام الباقر ع ( اعتياد الكذب يورث الفقر )و(إن الكذب هو خراب الإيمان) ويقول الرسول الاعظم ص “لعن الله الكاذب ولو كان مازحا” وقال ص” كبرت خيانة أن تحدّثَ أخاك حديثاً هو لك مصدّق وأنت له به

كاذب” وقال ص : “الكذب باب من أبواب النفاق” وقال ص “اِيّاكَم والكذب فاِنهُ يهدي الى الفجور وهما في النار” وقال امير المؤمنين ع “أعظم الخطايا عند الله ؛ اللسان الكذوب” وقال ع “:”تحفظوا من الكذب، فاِنه من أدنى الأخلاق قدرا وهو نوعٌ من الفحش، وضربٌ من الدناءة” وغيرها المئات من الاحاديث الشريفة التي تبين خطر هذه الكبيرة والتبعات التي تلحق المجتمع الاسلامي من انتشارها وهل يحتاج المجتمع الاسلامي الى اكثر مما يمر به من المآسي والكوارث فهل ينتبه شبابنا الى هذا الخطر المحدق وهل هم منتهون من هذه الامور المخزية .