تزداد همة المسؤولين في وزارة الكهرباء في الإدلاء بالتصريحات عالية الفولتية ومن الضغط العالي مع اقتراب موعد الانتخابات،حتى اعلن بعض المتفائلين، وبعض الذين اعتادوا على تقبل ما تقوله الحكومة، والتصديق به، قشامر بين قوسين، مقاطعتهم لـ”ابو المولدة” بعد ان سمعوا التطمينات الحكومية ان صيف 2014 سيشهد كهرباء لمدة 24 ساعة، وطنية مو ذهبية، بس فات هؤلاء “القشـ ..” عفوا “اصحاب النيات الطيبة” ان الموسم موسم انتخابات ، والكهرباء “خوش” مادة للترويج من اجل كسب الاصوات.
يقول من سبقنا “خليك وره … الحد الباب” ، لكن “مو يوم ولا يومين”، ولا سنة ولا سنتين، صارنه اسنين نسمع عن عودة الكهرباء الوطنية، وما نا نقبض سوى مزيد من الارهاق والتعب بين خط مولدة الشارع ، ومولدة البيت، مع كل موسم صيف، وحفظنا عن ظهر قلب كل المبررات التي يسوقونها لنا سنويا عن سبب اخفاقات الكهرباء، من حصول انقطاعات في اعمدة التوصيل بسبب عمل ارهابي، او عاصفة ، او “ماعت الاسلاك على روحها من شدة الحر”، أو أعمال صيانة روتينية، الى الخلاف التأريخي مع وزارة النفط على الوقود ، مرورا بحصول تحميل عالي على محطات التوليد ادى الى توقف المحطة 1 و2و3و4 .. والحبل على الجرار ، ولا تخجل الحكومة بعد ذلك ان تحمّل المواطن سبب تردي الكهرباء ، كونه مسرف في استخدامها ، فهو “يشغل” مبردة وثلاجة ومكيف إقتصادي احيانا، وكأن هذه الاساسيات ينبغي ان يتنازل عنها من اجل ان تتوفر لديه الكهرباء لمدة 24 ساعة، حتى لو تطلب الأمر أن يرجع الى المهفة والحب.
لا شك، أن الترشيد مطلوب، لكن من حق المواطن ان يأخذ كفايته من الكهرباء الوطنية، ويستفيد من الاجهزة العصرية التي تبدد عنه حر الصيف، بعد يوم من الكد والتعب وراء لقمة العيش، وطريق مازوم بالمشاكل والاخطار .
ومن حقنا ان نتساءل : بعد كل المليارات التي انفقت على الكهرباء، والميغاواطات التي يتباهى المسؤولون في كل لقاء وتصريح انهم حققوها “قفزة ورة قفزة” ، لماذا لم تستقر الكهرباء الى الآن ، ومتى يا ترى يتحقق الوعد الكهربائي بالحصول على كهرباء وطنية لمدة 24 ساعة؟، ومتى ايضا ينصاع “ابو المولدة” لذاك النصح الخالص، ببيع مولدته، قبل أن تتحول الى خردة بعد ان تعود الوطنية الى سابق عهدها وتسيطر وحدها على شبكات الخطوط بلا منازع.
الكارثة ان المسؤولين في ما بينهم، وباعترافاتهم انفسهم، يكذب بعضهم على بعض، واخذ كل واحد منهم يحاول يتبرأ من المسؤولية في شأن الوعود التي قطعت مرارا وتكرارا بشأن الكهرباء ويتهم غيره بالكذب اولا، وبالاخفاق ثانيا، لكن يبقى “هذا الطاس وذاك الحمام”، المسؤول نفس المسؤول ، والتصريحات “تكهرب” ، والمسكين ما عنده الا ان يصدق ما يسمع “ويتعارك” مع ابو المولدة.
الغريب في بلد الغرائب والعجائب ان قسائم الكهرباء لم تزل قاصمة للظهر ، وعلى المواطن ان يدفع مضطرا كلها او بالاقساط ، المهم يدفع ، وكأنه “محصل” كهرباء لمدة 24 ساعة ، يعني “كذبة” وصدقوها ، وعلى ابن الخايبة ان يصدقها ايضا.
بقي ان نقول ان بوادر الـ 24 ساعة حلت مع ارتفاع درجة الحرارة ، حيث خرجت القطوعات عن البرمجة ، ما دفع بالمتخاصمين مع ابو المولدة الى اعادة الود والخط معه، والايام “الجاية” الله يستر منها.
نقول للحكومة ، وعودكم بكهرباء مستمرة في هذا لصيف، كذبة انتخابية ، مثل كذبات “العام الاول” وعليكم ان تبحثوا عن وعود اخرى او كذبات جديدة، و”الجايات اكثر من الرايحات”.