18 ديسمبر، 2024 9:37 م

كثرت علينا الكذابة و(الدجالة) (1)

كثرت علينا الكذابة و(الدجالة) (1)

نشأ المنحرفون والمنكوسون والطائفيون والارهابيون والبعثيون  في بيئات مليئة بالأمراض النفسية والعقد الاجتماعية , لذا أصبح  النفاق والتمثيل واداء الادوار المنكوسة والتخبط  والكذب … ؛ حاضراُ في كل لقاء صحفي واعلامي او بيان وتصريح يصدر عن كل ناطق باسمهم  … ؛ فكل ما يتقنه هؤلاء الكذب والخديعة والمكر والادعاء والدجل والتدليس ؛ وهم يعرفون اكثر من غيرهم ؛ باعتبارهم خبراء في التدليس والدجل ؛ ان الكذبة عندما تقال مرة واحدة  تبقى كذبة وعندما تعاد وتكرر الف مرة تصبح حقيقة ؛ فعندها تنشأ عليها أجيال وتأخذها اخذ المسلمات … .

و قد تمكن هؤلاء وبواسطة السحت الحرام والدعم الخارجي المشبوه ؛ من انشاء عشرات الفضائيات والاذاعات , ومئات الصحف والمواقع الالكترونية , وعشرات المراكز الثقافية والبحثية والاعلامية … الخ ؛ وعملت هذه المراكز والمواقع على بث  البرامج الهابطة والسلبية , ونشر الدعايات والإشاعات التي تستهدف هيبة الحكومة وامن واستقرار العراق , بل والاساءة للهوية الوطنية وتقاليد وعادات وعقائد الاغلبية الاصيلة  , والمساس بالتجربة الديمقراطية والعمل على تشويه معالمها واسقاطها , اذ لم  تتوقف سموم الاعلام الحاقد ولا الحسابات الالكترونية والاعلامية المدسوسة عن التعرضللحكومات العراقية والعملية السياسية منذ عام 2003 والى هذه اللحظة , ومن الواضح ان هذا التعرض يندرج ضمن النقد الهدام والاجندات الخارجية والطائفية والبعثية والارهابية المنكوسة , ولا يصنف ضمن دائرة النقد الوطني البناء , او محاولات النهوض بالتجربة وتطويرها ورفدها بالأفكار النيرة والرؤى الوطنية الواقعية .

ولم تخجل هذه المؤسسات والفضائيات المشبوهة والمواقع والصفحات الالكترونية المنكوسة , من نشر الاكاذيب واعادة تكرارها وتدويرها كالنفايات القذرة , ولم يستحي هؤلاء المرتزقة من هذا الكم الهائل من الافتراءات والاكاذيب ؛ فالحياء قد مات في قلوبهم السوداء وافكارهم العفنة , والصدق قد فارقهم ؛ عندما تعاهدوا على العمالة والخيانة والارهاب والتخريب .

هؤلاء المنكوسون و الاعلاميون المرتزقة يصرّحون بكلّ وقاحة وصلافة ؛ بأن الزمن الاغبر والسنوات العجاف وعهود الدم والحديد والنار والجوع والحرمان … الخ  ؛ هو الزمن الجميل , وان حكومات العمالة والخيانة وحروب النيابة والوكالة والتي تبرعت بالثروات الوطنية وتنازلت عن الاراضي العراقية للآخرين واهلكت ملايين العراقيين ؛ هي حكومات العهد الوطني والسيادة والكرامة …!! .

بل وصل الامر بهم الى الترحم على السفاح صدام وعتاة البعث ومجرمي تكريت ؛ بحجة ان الميت يستحق الرحمة ؛ علما ان الله والمسلمين تبرؤا من المجرمين في كتاب القران الكريم والتراث الاسلامي , سواء كانوا احياء ام اموات ؛ بل انهم لعنوا على لسان الانبياء والمؤمنين … ؛ وفجأة وبقدرة قادر تحول هؤلاء الاوباش والاوغاد الى اعلاميين وطنيين وكتاب غيارى وناشطين في حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني , واصبحوا ينادون بالرحمة والشفقة وحقوق الانسان , ويشجبون الاساءة الى السجناء الارهابيين والقتلة البعثيين ؛ حتى ولو كانت بقول ( أف ) ؛ وغضوا الطرف عن الاف الجرائم البشعة , وتناسوا مئات المقابر الجماعية وملايين الضحايا ,  وكأن شيئا لم يكن…!! .

ان هؤلاء الاوغاد  خبراء في التلاعب بعقول الناس والتأثير على عواطفهم , وتجمعهم عدة سمات ومنها  : الخداع والمكر والكذب والسرية والتمثيل … ؛ حتى ان بعضهم صار يستمتع بالتلاعب بالآخرين والكذب عليهم ,  بل ويجد نفسه وسط اثارته المستمرة للأكاذيب اواختراع مشاكل من وحي الخيال  , وصناعة سيناريوهات وقصص  ليست موجودة على ارض الواقع اصلا … , فلا تستغرب عزيزي القارئ عندما تشاهد امرأة مجهولة الاصل والتوجه  في شاشات فضائيات الدجل والفتنة والكذب والاعلام المسموم ؛ تخرج بزي امرأة متدينة جنوبية , وتارة على هيئة مناضلة ليبرالية , وثالثة بصفة ارملة لا تجد قوت يومها , ورابعة  على انها ناشطة مدنية وتقود التظاهرات والاحتجاجات الشعبية  … الخ ؛ او عندما ترى مواطن   يصرخ ويبكي  ويشق قميصه ؛ على امور لا تستحق كل هذا الانفعال والهستيريا ؛  من اجل اثارة الشفقة وكسب تعاطف الناس والمشاهدين , وصدق من قال ان حبل الكذب قصير ؛ ففي احدى اللقاءات مع احد المواطنين ومن على احدى الفضائيات , ظهر احدهم وهو يصرخ ويشجب ارتفاع ثمن الطماطة , وشكا للمراسل حاله , وقسم بالله انه لا يسيتطيع شراء كيلو من الطماطة لارتفاع سعرها … ؛ وبعد ان انهى كلامه وذهب , وتجول المراسل في ( العلوة ) التقى بمواطن اخر , والمفاجأة ان المواطن الثاني , علق على شكوى المواطن الاول , قائلا : (( هذا شخص كذاب وهو مزارع ولديه اراضي زراعية كثيرة وهو من يأتي بالمحصول الزراعي – بما فيه محصول الطماطة – ويبيعه هنا في ( العلوة ) ؛ ومع كل هذه الاملاك ؛ يأخذ راتب من الرعاية الاجتماعية …!! .

السمة السائدة بين ابناء الفئة الهجينة ونسبة من ابناء الطائفة السنية الكريمة والكرد ؛ هي عدم الاعتراف بالمنجزات الحكومية فضلا عن مدحها او الاشادة بها او تسليط الاضواء عليها ؛ بل على العكس من ذلك نرى الكثيرين منهم يمارسون الكذب والدجل الاعلامي واختراع الاكاذيب وافتعال المشاكل والازمات ؛ فالجميع أصبح يمارس نوعا من  الخديعة والدجل … ، واضحوا مجرد قوافل ردود وقذف على كل من يتحرك تحركا ايجابيا او وطنيا .

والجيوش الإلكترونية والمحطات والمواقع والفضائيات الاعلامية المنكوسة ؛  هدفها التشويه وخلط الاوراق والضبابية وعدم وضوح الرؤية وارباك الاوضاع العامة والتأثير السلبي على المشاهد والمستمع …؛  وبفضل  هذا الإعلام الأصفر الكاذب والطابور الخامس المنكوس  الذين لا همٌ لهم إلا خلق الفتن والاحقاد والكذب والدجل ؛ بمساعدة الخبراء  والنخب منزوعة الضمير ,  والجيوش الاعلامية والاقلام الرخيصة والمرتزقة … ؛ ساد المجتمع مناخ من اليأس والقنوط والاحباط  والكراهية  , والتنكر لكل ما هو ايجابي  و وطني , وعدم الرضا عن الايجابيات والسلبيات على حد سواء , والمساواة بين الضحية والجلاد , والشهيد والارهابي , وعدم تقدير الظروف والامكانيات الداخلية والوطنية والتحديات والضغوط الخارجية والدولية  .

…………………………………

  • جمع دَجّال : دجَّالون و دَجاجلة ؛ الا ان المتعارف بين الاوساط الشعبية جمع الدجال : دجالة .