23 ديسمبر، 2024 7:56 ص

كثرة الصحف…اثر على سمعتها

كثرة الصحف…اثر على سمعتها

لم تقتحم الصحف العراق الا في عام 1816 صحيفة اسمها جرنال العراق حسب مايقول الوردي وتتابعت بعدها الصحف لكنها بقت تؤدي مهمة واحدة على اختلافها ولم تهتم بالثقافة بل اهتمت بالامور السياسية والعسكرية وتمجيد الولاة والقذف والسب هذا جل ما طمحت اليه الصحف في العراق ولم تعالج قضاية اجتماعية البتة ! ماعدا جريدة الزوراء التي حثت  على تعليم البنات وغيرها من الامور الشكلية اي بالاحرى لم تخرج عن دائرة الكذب المنمق

بعد سقوط صنم بغداد عام 2003 فتح العراق والعراقيين اعينهم على العالم ومع عودة المهاجرين والمهجرين من الخارج مستصحبين معهم الاقلام شرعوا الى افتتاح صحف ودور نشر واستبشر العراقيين خيرا بعدما خيمت عليهم صحف البعث الثورة والجمهورية التي اكلت رؤوس العراقيين باخبار الانتصارات وحفظ الله الريس ورعاة 

سالت صديق لي يعمل في مجال الاعلام ما سبب كثرة الصحف اليوم قال وهو مبتسما  هناك اعلاميين كبار بالسن لاكنهم مغمورين وغير معروفين فيقوم هؤلاء بالاتفاق مع رؤوساء الاحزب او قادة عسكريين او نقيب صحفيين او محاميين  من اجل اقامة مهرجانات ضخمة بغية الحصول على المال ومن ثم تقوم هذه الصحف فترة بالنشر وبعدها تختفي وتتلاشء!

وعلى كثرتها لم تقدم شيء غير الاخبارة المعادة  والكلمات المتقاطعة وأحجية الارقام  والابراج المقترحة او اعلاانات عن وصول بضاعة جديدة ناهيك عن الخمط في المقالات من الفيسبوك ومواقع التواصل الاخرى وشيء بالشيء يذكر

تكلم لي مرة من المرات رئيس منظمة مدنية وهو يشغل سكرتير صحيفة شهرية تهتم باخبار المجتمع المدني انه قال جلبت اثنيين من النساء يعملن على التنضيد في الجريدة يقول قالن لي لادير بال ؟! سنملئها !!! يقصدن يلفقن اخبار ومن هذا الكلام نستشف ان هناك اناس يساعدون هذه الصحف على بث الاخبار الكاذبة وبالتالي الاستمرار فترة لكن حبل الكذب قصير

كانت الصحيفة العمود الثالث بعد الاعلام المرئي والمسموع والعمود الاكثر اعتماد واقبالا في الصباح  الباكر يطلع علية الموظف والعامل او اي شخص يريد ان يقضي وقتة في سفر او انتظار وغيرها وتوجد طبقة مثقفة تهتم بالصحيفة وتعتبرها حبة اسبرين تؤخذ كل يوم لتخفييف الضغط والالام بحثا عن اخبارووظائف او عن زيادة في تقاعد او اخبار ثقافية منوعة الخ لكن ياحسرة على حال الصحيفة اليوم رغم انتشارها الا انها اصبحت رسميا مناديل لتنظيف زجاج النوافذ او سفرة للاكل تستخدمها العوائل في سفراتها ولانلقي اللوم على هذه العوائل لانها حقا وجدت ضالتها واستخدمتها احسن  استخدام اكثر من الكتاب والمثقفين الذين لم يحترموا الصحيفة بأعطائها دور ريادي في التغيير بل جعلوا منها عاهرة تتبختر كل يوم في اروقة الاحزاب والانتهازيين اما قصة الصحف المستقلة الكذبة الاكبر في عالم الصحف اليوم لكونها تعمل بتخفي وتستغفل الراي العام من خلال دس السم بالعسل وذر الرماد في العيون    

واعاذنا الله من خطر الصحف ومن كتاب الصحف ولانقصد كل الصحف والكُتاب كون ان هناك صحف مازالت رصينة ومحافظة على سمعتها لانها حافظت ماء وجهها من ذل السؤال ومن بيع شرفها عند اروقة الاحزاب

يجب على نقاية الصحفيين ان تتخذ تدابير اكثر صرامة في اعتماد اي جريدة ولاتكتفي بالاطلاع على كم نسخة من الجريدة ضمن كتاب معنون الى نقابة الصحفيين العراقيين ارجوا النفضل بجعل جريدتنا معتمدة لان هذا قبل لايضر الصحيفة والشارع فانة سيضر بالنقابة ويجعلها عرضة للكلام الجارح ومحط نظرات لاستغراب والريبة ونطالب الاعلاميين ان يحفظوا للصحافة حقها ورياديتها وهذا طلب وليس امر!.