23 ديسمبر، 2024 10:37 ص

كثرة الامتعاض دليل اليأس

كثرة الامتعاض دليل اليأس

لا يمكن أن ينجح أي عمل, دون الثقة بالنفس أولاً ثم بمن حولنا, والثقة بالآخرين هي جِسرٌ, من أجل النجاح, والتفوق على الصعاب.بعد كل مفصل, من مفاصل التغيير الحكومي؛ أملاً بالتقدم نحو الإصلاح الحقيقي, وبدلاً من التهدئة الشعبية, نرى تصعيداً المطالبة, بالإسراع نحو الإصلاح.  
عندما يبدأ من أخطأ بتصحيح المسار, أرى إن علينا انتظار النتائج, فالساعي للإصلاح, يجب أن يتحلى بالصبر والروية, ففي العجلة الندامة, وفي التأني السلامة, وليس الإصلاح كالتخريب, كي لا تذهب جهود الخَيرين أدراج الرياح.
تظاهرات شارك فيها الصالح والطالح, شعارات براقة, استغلها بعض الفاسدين, ليحيدوا جهود الشرفاء المنكوبين, اعتصام برلماني مشبوه, يقوده من يصرح بالفضائيات, أن كل المسؤولين فاسدين! ولا يستثني نفسه! من غير خوف ولا حياء! ولا ندري هل هي صحوة ضمير؟ أم ضحك على الذقون؟ أو رسالة للمواطن, ببقاء الفساد؟
الحالة الأمنية ليست مستقرة, ومعركة الموصل على الأبواب, وعجلة تغيير الوزراء تسير, وأمامنا موازنة تنتظر المصادقة, والتحالف الوطني, في طريقه الى المأسسة, ليكون حاضنا لكل المكونات,  كلها قضايا تستحق تحكيم العقول, والسير في طريق المعقول, وترك ما هو ليس بمقبول.قبل كل عملية تحرير, للمناطق المغتصبة, نسمع أصواتاً نشاز, مستغلة بعض الأخطاء في المرحلة السابقة, وكأنَّ شبابنا ذاهبون في نزهةٍ, وليست حَرباً من الممكن أن تكتنفها بعض الأخطاء, متناسين التضحيات, لاهثين خلف ما يحصلون عليه؛ من وراء تِلكَ الفجوات!عملية الإصلاح والتغيير, هي أيضاً لا تخلو من الفجوات, أو بعض القصور, ولكننا يجب أن ننتظر النتائج, ولا نشكك بالإجراءات, فنحكم على العمل قبل نهايته بالإعدام, كي لا نظلم الشرفاء, فالصبر خير.
إنَّ فقدان الثقة, وتأزيم الوضع, وخلط الأوراق, هو ما يريده أعداء الإصلاح, بل ويريح سريرتهم, كي يرسخوا الفرقَة, والجفاء بين الإصلاحيين الحق, وبين الموطن.
قال وليام شكسبير:” أحِبَ جميع الناس, لكن ثق بالقليل منهم”, فلا يمكن الثقة بجميع البشر, ولكن الثقة ببعضهم, تدفع الآخرين لإثبات حسن النية.