23 ديسمبر، 2024 6:21 ص

ارتدي بدلة زرقاء  

 زهرةٌ صفراء ترصّع ياقتي اليسرىأنا بصحبة أسامة وهو صديق بصري. كنا نروم الذهاب الى مكان ما.. والأمكنة طيّ أحلامنا محضُ هلام مبهم… قال: لنقفْ هنا وبوسعنا رؤيتُهم أتين وذاهبين. فملبسُنا غريب لا يلائمُ الوضع  كان السماورُ الأصفرُ ينفثُ بخاراً وعلى فوهته (قوري) الشاي الأزرق بلون بدلتينا    

 أقبلت امرأة ٌملأتْ بضعَ استكانات بالشايقدّمتْ لكلّ منّا قدحاً .. حظيتْ بامتناننا .انتهى المصلون من أداء صلاتهم مرّوا أمامنا   بخشوع  كان الذي ينتقدُ كتاباتنا يلقى اللعنة َوالشتيمة ترميها شفاهُ المارّين الى جوارنا .. نحن لم نسيءْ اليه.. كتبنا ما تُملي علينا قناعاتنا .. فلمَ يُرينا وجهَه القبيح ؟.. تنشغل شفتاه بضرس الشناءات.. قال صاحبي مستاءً:  اذا لم تستطعْ قولَ الحق فأصمتْ.. تجنّبْ الإساءة  الى الآخرين.           كان حُزنُه أثقلَ من جدار.. نظرَنا شخصٌ عابر ، قرأ ما كان يُساورنا.. صاح: لقد جُبِلوا على الإساءة وشفاهُهم ملطّخة بالخزي.. علينا ألّا نعيرهم أهمية ، دعوهم يموتون غيظاً.. ابتسمنا له .. مضينا الى حنية أخرى .. الطوقُ الزهري الأزرق يحمله طفلٌ أشقرُ.. يدور به على الواقفين يريهم إياه   ما أبهاه وما أزهى ابتسامته؛؛ سأله أسامة: من أين لك به؟ أجاب : مَنْ بحثَ وجد .. دمعتْ عينا صديقي همسَ: ما أبلغَه وأجملَ ردَّه.. لم تزل عيونُنا تبكي فكلماتُ ذا الوغدِ الحاقد ما زالت تخدشُ مآقينا. استغربُ من كلّ راصد لئيم: ترى ما الذي يدفعه الى كره الناس؟  ايلافُ تُنشرُ ما هبّ ودبّ .. القائمون على شؤونها مُحايدون يحترمون شرفَ المهنة.. ولا يعنيهم مستوى الكتابة,, لكن ينبغي أن يقطعوا دابر المسيئين الى الناس .. الكلمةُ بخير وصوتُ الشرّ خافتٌ لا يُسمعُ..