23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

كتلة الأحرار والمسؤولية الوطنية

كتلة الأحرار والمسؤولية الوطنية

تعتبر الكتل السياسية في أي نظام ديمقراطي هي الممثل الحقيقي للشعب، باعتبارها جاءت عن طريق آليات دستورية مكنتها من الوصول إلى قبة البرلمان أو إلى مجالس المحافظات، وبذلك تقع عليها مسؤولية وطنية وأخلاقية تتمثل بحفظها لمصالح الوطن والجماهير، ومن ضمن الكتل السياسية التي تمتلك رصيد جماهيري كبير في الشارع العراقي هي كتلة الأحرار الممثل السياسي للتيار الصدري في مجلس النواب العراقي، هذه الكتلة التي تعتبر امتداد للكتلة الصدرية في الدورة الانتخابية الماضية، ولو رجعنا بالذاكرة قليلاً إلى صناديق الماضي وفتحنا أقفالها لوجدنا مواقف الكتلة الصدرية كبيرة وجديرة بالاحترام، حيث كانت تمثل النبض الوطني للعراقيين الرافضين للاحتلال، وقدمت من اجل مواقفها الوطنية أحد رموزها وهو الشهيد صالح العكيلي رحمه الله، وتحملت الكثير من الضغوطات السياسية لكنها لم تتنازل عن مواقفها الوطنية، وبعد انتهاء الفترة البرلمانية السابقة، أصبح للتيار الصدري كتلة سياسية جديدة تحت أسم كتلة الأحرار، وقد حصلت هذه الكتلة على أربعين مقعداً من حصة التحالف الوطني أي أكثر من نصف مقاعده، مما حملها مسؤولية مضاعفة في عملها التشريعي والرقابي، وفي مجالس المحافظات كان هناك حضور مميز لكتلة الأحرار في تلك المحافظات التي حصل فيها الصدريون على مقاعد وان كانت لا تتناسب مع حجمهم الحقيقي لأسباب معروفة حيث جرت انتخابات مجالس المحافظات في أواخر كانون الثاني من عام 2009 تحت ظروف سياسية مضطربة وكان هناك استهداف كبير للتيار الصدري من قبل قوات الاحتلال ومن قبل الحكومة العراقية وبعض الجهات المتنفذة التي حاولت إقصاء التيار عن اخذ دوره الحقيقي، وبرغم تلك الضغوط إلا أن كتلة الأحرار حصلت على تمثيل سياسي وتشريعي ورقابي في أكثر من عشرة محافظات، والمراقب يلحظ أن أعضاء كتلة الأحرار في مجالس المحافظات أو في مجلس النواب كانوا قريبين دائماً من المواطنين من خلال التواصل الاجتماعي أو من خلال حضورهم لصلاة الجمعة والمناسبات الدينية والوطنية هذا التواصل والحضور جعلهم يتحسسون هموم الناس عن قرب، وأنا هنا لا أدعي أنهم جميعاً كانوا على قدر المسؤولية، بل قد تحصل هفوة لعضو هنا وإخفاق لعضو آخر هناك، وهذه حالة طبيعية ومتوقعة في العمل السياسي وخصوصاً في بلد كالعراق، ولكن بمجمل عام كانوا أفضل من غيرهم بكثير وهذا رأيي الشخصي وبنظرة المتابع لما يقومون به من نشاط تشريعي ورقابي، وقد كانت لمواقفهم الوطنية داخل مجلس النواب دور كبير في حفظ مصالح العراقيين ورفض أي مساس بهوية العراق ونظامه السياسي، وقد تعرضوا إلى هجمة تسقيطية من قبل جهات عديدة، وبين الفينة والفينة نسمع هناك اتهامات تُطلق ضد أحد أعضاء كتلة الأحرار، هذه الاتهامات التي لم تستند إلى أي دليل ملموس ولكنها مجرد تُهم جاهزة تُطلقها بعض الأطراف من اجل النيل من الجهة السياسية التي تمثلها كتلة الأحرار، ولكن هذه الكتلة الوطنية وبرغم كل التحديات والوضع السياسي الشائك حافظت على نهجها الوطني لأنها تعمل على أساس أنها ممثِلة لجميع العراقيين ولا تتصرف وفق منظار ضيق وتعمل فقط من اجل الجماهير الصدرية، وهذا ما يوصي به سماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) حيث أكد في أكثر من بيان أن كتلة الأحرار هي لجميع العراقيين وعليهم أن يعملوا بإطار وطني بعيداً عن التخندقات الطائفية والحزبية، وقد ساروا على هذا النهج الوطني وهم اليوم مطالبون ببذل جهود كبيرة من أجل الحفاظ على وحدة هذا الشعب وتماسكه والدفاع عن حقوقه المشروعة وهم أهلاً لهذه المواقف الوطنية.