أنهيت ألجزء ألأول من ألكتاب بما حدث بعد دخول قوات الجيش ألعراقي والحرس الجمهوري إلى مدينة كركوك وهروب قوات الميليشيا الكردية للحزب الديموقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني والأحزاب الأخرى المنضوية تحت لواءهم كالحزب الإسلامي الكردستاني نحو شمال العراق وأنهيته بالفقرات التالية:
“في الساعة الثانية ظهرا قدمت حافلة كبيرة من بغداد تقل الجنود العائدين من إجازاتهم، وبعد أن علمت بأنّ الحافلة تروم الرجوع إلى بغداد تمكنت من تأمين مقاعد لأفراد مجموعتي في الحافلة ثم تحركت الحافلة صوب الجنوب متجهة نحو العاصمة بغداد.
ألقيت نظرة الوداع الأخيرة من الشباك الخلفي للحافلة على مدينة ألذهب ألأسود فلم أرى سوى ألدخان الأسود ألمتصاعد من إحدى آبار ألبترول ألتي أحترقت أثناء هذه ألأحداث ألدامية فلفني موجة من الحزن وألأسى وألقلق على مصير هذا ألشعب ألصابر ألذي أُصيب بلعنة ألذهب ألأسود”.
بعد رحلة أستغرقت عدة ساعات وصلنا إلى العاصمة بغداد وأستقريت مع عائلتي وشقيقاتي في منزلنا في محلة راغبة خاتون واستقرت بقية المجموعة من اقاربي في دار والدة زوجة شقيقي.
شروط الهزيمة في خيمة صفوان:
في صباح اليوم التالي من وصولنا إلى بغداد ألتحقت بوحدتي ألعسكرية في منطقة ألكاظمية وعلمت من زملائي الضباط المهندسين بتفاصيل الشروط ألمفروضة على العراق من قبل قوات الأمريكية وحلفائهم بعد هزيمة الجيش العراقي في معركة الخليج الثانية وإنسحابهم من دولة ألكويت.
بتاريخ 3- 4 آذار 1991 تم توقيع وقف اطلاق النار بين قوى التحالف بقيادة الجنرال نورمان تشوارسكوف قائد قوات الحلفاء والقيادة العسكرية العراقية بقيادة وزير الدفاع لنظام حزب البعث العربي الإشتراكي بأوامر من الرئيس صدام حسين وقتها الفريق الأول ألركن سلطان هاشم احمد في الخيمة الشهيرة التي سميت بخيمة صفوان قرب حدود الكويت.
إنّ إذعان صدام حسين وإجبار ألنظام إلى ألمجيء لتوقيع أتفاقية خيمة صفوان (كأتفاقية خسارة حرب ) على ورقة بيضاء وبدون شروط، خالية كانت لهذه ألأسباب:
– ألهزيمة التي لحقت بألجيش ألعراقي وإخراجه من الكويت بالقوة العسكرية بقيادة امريكا و 32 دولة من دول ألحلف ألأطلسي وبعض الدول العربية والتي راحت ضحيتها الآلاف من الجنود ألعراقيين بين قتيل وجريح وأسير وهو في حالة أنسحاب من ألأراضي ألكويتية وبموجب أتفاق حققه (بريماكوف) ألمبعوث ألروسي لتهدئة الطرفين ، ولكن أمريكا نقضت ألأتفاق وغدرت بألجيش ألعراقي ألمنسحب وأحدثت مجزرة رهيبة سميت فيما بعد ( بمذبحة ألدبابات).
– قيام ألشعب العراقي بأنتفاضته الشعبية العارمة في أذار التي أربكت ألنظام في جميع انحاء األعراق.
لهذه ألأسباب أرسل صدام أشارته ألى ألمفاوض ألعراقي بالتوقيع ألعاجل ، في 3 آذار 1991 وتم ألأتفاق بين ألجنرال ألأمريكي (نورمان تشوارسكوف) وألأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود قائد ألقوات ألعربية ألمشتركة من جانب قوات ألتحالف ومن ألجانب ألعراقي وزير الدفاع الفريق الأول ألركن سلطان هاشم أحمد وعضوية ضابطين هما اللواء ألركن صلاح محمود عبود الجبوري وألفريق نعمه ألمحياوي.
وتم ألتوقيع على ضياع ألوطن وألخضوع ألمذل نتيجة السياسة الرعناء للنظام البعثي ، وهذه بنودها المعلنة وبعض من ألبنود السرية منها :
1- وقف أطلاق ألنار بين ألطرفين ، وإعلام ألجانبين عن وجود أماكن ألألغام .
2- قبول العراق على إلغاء كافة قراراته وتشريعاته ألتي أصدرها بشأن ألكويت.
3- تبادل ألأسرى بين ألجانبين.
4- إعتراف ألعراق بسيادة دولة ألكويت وتثبيت ألحدود حسب قرارات ألأمم ألمتحدة وفيه ألتنازل عن عشرات ألكيلومترات إلى دولة ألكويت في إطارترسيم الحدود بين ألطرفين علما بأنّ هذه ألأراضي ألتي زحف أليها ألكويت تحوي على 13 بئر نفطي.
5- الموافقة على ألحظر ألجوي وتحجيم ألجيش ألعراقي وذلك بتسريح أكثر من 40 % منه.
6- إلزام ألعراق بألموافقة على قرار مجلس ألأمن ألدولي بالوصاية ألدولية ألكاملة على ألعراق في تقسيم أراضيه.
7- وكان من ضمن أتفاقية صفوان ألسرية إنهاء ألبرنامج ألنووي من ضمنها ألأسلحة ألعسكرية ألمحظورة وألبايلوجية وألكيمياوية وألغازات ألسامة وألصواريخ.
في 8 أبريل/ نيسان 1991: اجتمع الاتحاد الأوروبي وصادق على خطة لإنشاء ملاذ آمن تابع للأمم المتحدة في العراق من أجل حماية الأكراد، وأمرت الولايات المتحدة في 10 أبريل بإنهاء جميع الأنشطة العسكرية في هذه المنطقة.
وفي 26 أغسطس/ آب 1992 تم تحديد منطقة حظر الطيران والتي لا يسمح للطائرات العراقية بالدخول إلى أجواء شمال العراق وجنوبه.
—
كامل علي