23 ديسمبر، 2024 12:24 ص

كتابة على الحيطان هكذا يحاربون الفساد وينقذون البلاد ..!

كتابة على الحيطان هكذا يحاربون الفساد وينقذون البلاد ..!

محاربة الفساد حقيقة لاتحتاج الى أياد حديدية ولاخشبية ، كل ماتحتاجه بكل بساطة ، هي إرادة سياسية حقيقية ومؤسسات نزيهة ..نقطة رأس سطر..!
ففيما نلوح نحن بمحاربة الفساد بيد من حديد ، حيدر العبادي إنموذجاً ، وفيما نلاحق الفاسدين من فئة العشرة آلاف دينار ربما أقل ونرك الحيتان الكبيرة ، هيئة النزاهة إنموذجا ، فيما نفعل فعلنا الهامشي هذا ، بإمكاننا أن نرى بلداناً محسوبة على تصنيفنا العالمي ، كعالم ثالث أو رابع ، تقوم بمحاربة الفساد دون بهرجات ولا إعلانات ولا خطابات ملّ منها الجمهور وإجترها السياسيون كثيراً ،ولا التلويح بالصفقات والتسقيطات السياسية لتسرب الفاسدين من خلالها مثل الشعرة من العجين كما يقال..!
هذه هي البرازيل تقدم لنا إنموذجا عملياً وواقعيا في كيفية الإمساك برؤوس الفساد والمفسدين واحالتهم الى القضاء والحكم عليهم بما يستحقون وفق القوانين السارية لديهم ..
الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا (72 عاماً ) سيترتب عليه أن يقضي حكما بالسجن لمدة 12 عاماً وشهر، بتهمة تلقيه شقة فخمة على الشاطئ، من شركة بناء، لقاء امتيازات لهذه الشركة في مناقصات عامة..
فيما أدِينت الرئيسة السابقة لكوريا الجنوبية، بارك غون هاي، رسمياً وحكم عليها بالسجن لمدة 24 عاماً بعد عام من طردها من منصبها واعتقالها بسبب فضيحة فساد، شهدت أشهراً من مظاهرات شوارع ضخمة تدعو للإطاحة بها..!
رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما ، الذي مازال بمنصبه ، أحيل الى القضاء ،
وذكرت هيئة معنية بمكافحة الكسب غير المشروع في جنوب أفريقيا في تقرير لها الأسبوع الماضي أن قاضيا سيحقق فيما إذا كان زوما وبعض وزرائه وأصدقائه وشركات تابعة للدولة قد ارتكبوا أخطاء في تعاملهم مع رجال أعمال هنود أغنياء..!
لاحظ ارتكبوا “أخطاءً”..!
وهؤلاء ايها السادة الكرام لم يعترفوا بما فعلوه من فساد وإفساد ، لاعلناً ولا سراً ، فيما الفاسدون عندنا ، يعترفون بذلك علناً أمام كاميرات الفضائيات ، وعلى عينك ياتاجر ، وليس هناك من يحاسبهم أو يدوس على طرف لهم ..
ألم تقل النائبة حنان الفتلاوي انهم قد تقاسموا الكيكة وحصلوا على الـ “كوميشن ” !
ألم يقل مشعان الجبوري انه قد تلقى رشى بمبالغ ضخمة للسكوت أو التواطؤ ، وإن الكل فاسدين ..!
ألم يقل العبادي نفسه إنه يعرف حيتان الفساد في البلاد و” نصحهم” بإعادة الأموال التي سرقوها مع وعود بالعفو عنهم ..!
ألم يقل المالكي بن هذه الطبقة السياسية قد فشلت في حكم البلاد وقال ” أنا منهم ” والفشل في تضميناته هو الفساد الذي خرّب البلاد وأحالها الى دولة مستجدية للقروض والمنح تحت سطوة وجبروت صندوق النقد الدولي ..!!
ألم تكشف الاستجوابات ، على أهدافها السياسية، حجم الفساد ونوعه واسماء الفاسدين ، كما تم كشف إن وزيرة الصحية عديلة خانم قد استوردت بمقدار 900 مليون دولاراً أميركياً “نعلاناً” بلاستيكة قدّر سعر الواحد ب 27 دولاراً ، فيما شبيهاً لها وبمواصفاتها تباع على أرصفة بسطيات الباب الشرقي بثلاثة آلاف دينار فقط لاغير !!
حقيقة ليس هناك أسهل من محاربة الفساد المالي في بلادنا ، بسبب وضوحه وفضائعه ومعلومية أكثر شخوصه ، والأدلة لاتحصى ولا تعد ، لكننا للأسف لانمتلك الارادة السياسية والجرأة في الانطلاق بعملية واسعة ومؤسساتية وعادلة لمحاربة الفساد ..
ولكن لماذا لم تفعل الحكومات المتعاقبة ذلك ؟
سيكون الجواب أبسط من وضوح الفساد لدينا ..ببساطة لان الجميع غارقون بالفساد والكشف ينبغي أن يشملهم جميعاً ؟
فمن سيفعل ذلك ؟