23 ديسمبر، 2024 2:19 م

كتابة بملمس غير عراقي .. وحين لا تستحي فقل ما شئت – “تعقيب على مقال لسعدي يوسف”

كتابة بملمس غير عراقي .. وحين لا تستحي فقل ما شئت – “تعقيب على مقال لسعدي يوسف”

وها انت تقول ما شئت يا سعدي*. لم تكن مفاجئة بالنسبة لي بعد ان شتمتَ رفيقنا المشترك الشهيد كامل شياع، الشهيد الذي قدم حياته على مذبح الثقافة، وأسفتُ حينها بانك فقدتَ الكثير من لياقتك وشيوعيتك إثر هذه الشتيمة !
اما عن نفسي فقد عدتُ الى بغداد كما تعرف، في منتصف 2011، بعد غربة امتدت الى33سنة ، وعملت فورا محررا متفرغا في “طريق الشعب”، ثم استرجعت بعد عام موقعي الوظيفي السابق كإعلامي في زراعة بغداد.واكتفيت الان بكتابة عمود اسبوعي في ” الطريق” وعمود اسبوعي آخر في جريدة ” الحقيقة” ، وانت تعلم يا سعدي ماذا يعني ان تكتب بجرأة وسط هذا الحشد الهائل من المخخات والعبوات وكواتم الصوت والقتل اليومي الذي لم تدنه لحد الان !
وانت شخصيا كنت اول من بارك هذه العودة وكتبت لي بالحرف الواحد ” اشعر الان بان الثقافة في العراق بايادٍ امينة ” ، وايضا ” انا على استعداد ان اساعدك في اي موضوع ثقافي يا طه..” . وشعرتُ حينها بالغبطة فيما تقول ، وبانك كنت الصديق الوفي الذي يعرف ويقدر طعم الوفاء .
في غربتي الباريسية كنتُ اعمل سائق تاكسي، وهو شرف افتخر به، اذ أمّنَ لي هذا العمل تربية اربعة اطفال تربية صحيحة، ويحتلون الان مواقع مهمة في الحياة العملية والاجتماعية والسياسية الفرنسية ( ابنتي البكر، سلام، تمتلك شركة انتاج سينمائية، وهي عضو الهيئة الادارية لنقابة منتجي الافلام السينمائية الفرنسية / القطاع الخاص. “صفاء” خبيرة في صندوق الضمان الاجتماعي الفرنسي وممثلة نقابات العمال الماركسية الـ C G T ، في مدينة ديجون. “اوروك” دكتوراه في الكهروـ فيزيائية وهو ناشط في الشبيبة الشيوعية الفرنسية، شمس مسؤولة مركز تجاري ) هذا ما امّنت لي مهنة التاكسي ولأولادي الاربعة، يا سعدي. ولم امد يدي يوما لحزب او لمنظمة ولا دولة ! عكس ما كنتَ تفعل حيث تستلم مرتّبك من منظمة التحرير الفلسطينية، ويدفع لك امراء الخليج تحت مسميات “جوائز” ، وتكتب مقابل اجر معلوم في صحف ” قومجية ” مسمومة ومشحونة بالحقد ضد الشعب العراقي، والان تعيش على المنحة الاجتماعية البريطانية !
في باريس كنت اقلك بسيارتي ” التاكسي” حيث ترغب وامنحك في كل مرة ” فاتورة ” لتستلم من المؤسسات الفرنسية اجرة التاكسي التي لم تدفعها يوما، هل نسيت ذلك؟
هل تتذكر ما كتبت لي على غلاف روايتك ” مثلث الدائرة” ؟: شكرا يا طه لقد ساعدتني شخصيتك بانجاز هذا العمل
فما الذي جرى يا ترى؟
هل تتذكر ليلة رأس السنة في الضاحية الباريسية” Rueil- Malmaison ” في منتصف التسعينيات ، حين قبلت يدي لاني تحدثت بروح نقدية عن ديوانك المحبب الى نفسي ” الاخضر بن يوسف ومشاغله “، قبّلتَ يدي لانني قلت لك هذا رأي “سايق تاكسي” متواضع ، قبلت يدي ونهرتني عن اعادة هذا الوصف.
وساذكّرك بحادث آخر في تلك الليلة، اتذكر حين تحرشت بإمرأة عراقية فبصق في وجهك زوجها التونسي ومنعناه من ايذائك؟ اتذكر حينها عندما قبلت يدي مرة اخرى لنغفر لك خطيئتك مع تلك المرأة ؟
لا اعرف لمَ تجلب الإهانة لنفسك وانت الكبير!
وها انت الان وكأني بك تود ان يبادلك الاخرون شتائمك التي تطلقها هنا وهناك .
واليوم تأتي و” تعيّرني ” بمهنة التاكسي وتتهمني وكأني دخيل على الثقافة ، وتقول كلاما اكبر من الشتيمة واقرب للتشهير بي وبالأستاذ مفيد الجزائري وهذا نصه:
)جاء بسائق تاكسي باريسيّ
اسمُه طه رشيد.
وكلّفَه شأن الثقافة في العراق المحتلّ !
برولِتْكَلْت !
مشكلة طه رشيد أن سنّ الذهب يستخدمه ، باعتباره سائق تاكسي ، في اتصالاته …
هذه الاتصالات التي تشمل الجنسَين !
ثم أن الرجل غير مؤهَّلٍ …
أنا أعرفُ ، طه رشيد ، جيّداً .
وأظنُّه سينتفضُ ، مثل ما فعل كاردو ، ليعود حرّاً :
سائق تاكسي باريسيّ.(
الا خجلت من نفسك حين قلت هذا الكلام!
انت يا سعدي تعرف قبل غيرك بان مفيد الجزائري ليس له اية سلطة في العراق،ومنذ سنوات، فكيف يستطيع ان يكلف من يشاء بملف الثقافة ؟ ويبدو ان لديك مشكلة مع الجزائري، ففي كل مرة تتحين الفرصة لشتمه، لا لشيء الا لكونه لم يساهم بتنصيبك مستشارا او مديرا عاما حين استوزر للثقافة بعد السقوط؟ واليوم لم تجد سوى طه رشيد كي تشتم من خلاله الجزائري.
وتتهمني باني مسؤول اتصالاته لكلا الجنسين ، وواضح انك تقصد الجنس اللطيف او مَنْ محسوب على الجنس اللطيف ! فمع من هذه الاتصالات يا سعدي؟، اللهم الا اذا كنت تحسب نفسك على هذا الجنس اللطيف، بعد ان وضعتَ قرطا على اذنك اليمين، وانت تعرف ماذا يعني وضع القرط على جهة اليمين !
ساكتفي بهذا الرد وسوف لن اضيف كلمة اخرى مهما كتبتَ او شتمتَ او فعلت . فانت لا تستحق اكثر من هذا!

ـ نص مقال سعدي سيء الصيت :
الثقافة البروليتاريّة ( البرولِتْكَلْتْ ) وسِنُّ الذهبِ في العراق المحتَلّ
سعدي يوسف

بعد مائة عامٍ أو تكاد ، من أطروحة البرولتكلت ، في ثورة أكتوبر العظمى ، يجري تطبيقٌ مهزلةٌ ، لهذه الأطروحة في العراق المحتلّ ، إذ يتولّى سِنُّ الذهب ( مفيد الجزائري ) التافه ، تطبيق الأطروحة الجليلة ، التي أثارت جدلَها الحيويّ في تلك الأيام الجميلة من صبوة البشر .
كانت الأطروحة ، راديكاليّةً :
إن كانت البروليتاريا ، الروسيّة ، تقود الدولة والمجتمع ، فمن حقّ ثقافتها ، الثقافة البروليتارية ، أن تتسيّد .
كان ماياكوفسكي مع الأطروحة .
لينين وقف ضدّها .
قال ما معناه : صحيحٌ أن البروليتاريا تمسك بالسلطة ، لكن للثقافة شأناً آخر . الثقافةُ أوسعُ من أن تتحكّم بها البروليتاريا . الثقافة للناس ، للشعب العريض .
*
لكن العراق المستعمَر ، كما بدا لسنِّ الذهب ، مفيد الجزائري التافه ، صالحٌ لتطبيق البرولتكلْت !
هكذا ، افتتح نشاطـه كوزيرٍ لدى بريمَر في سلطة الاحتلال ، بأن يكنس ، مع موظفيه المساكين ، نُصْبَ الحرية لجواد سليم !
ثقافةٌ بروليتاريّة !
*
الآن ، بينما قائدُه العجيبُ ، حميد مجيد موسى ، البقرة الضاحكة أبداً ، مشغولٌ عن الوطن والناس ، بتنحيف زهرة الطويلة ، يَعْمَدُ سنُّ الذهب هذا إلى تطبيق البروتكَلْت !
*
جاءَ ، أوّلاً ، بعامل نظافةٍ في بلدية برلين ، هو كاردو ، وكلّفَه الملفّ الثقافيّ !
ثمّ أمرَ فاضل ثامر بأن يلمِّع وجه كاردو المسكين في اتحاد الأدباء .
وهذا ما كان.
فاضل ثامر قدّم كاردو ، باعتباره فناناً خارقاً !
ظلّ كاردو بين شارع المتنبي ، وساحة الأندلس ، واتحاد الأدباء ، ضائعاً …
أخيراً
انتفض كاردو !
عاد إلى برلين ، عاملَ نظافةٍ ، نظيفاً ، حرّاً .
*
سنُّ الذهب لم يتعلّم .
ظلّ مصرّاً على ثقافته البروليتاريّة ( البروليتكَلْتْ ) في البلد المستعمَر :
بعد انتفاضة كاردو إزاء الذلّ ، وعودته إلى برلين ، عاملَ نظافةٍ ، نظيفاً بحقّ ( أنا أعرف كاردو جيّداً ) …
جاء بسائق تاكسي باريسيّ
اسمُه طه رشيد.
وكلّفَه شأن الثقافة في العراق المحتلّ !
برولِتْكَلْت !
مشكلة طه رشيد أن سنّ الذهب يستخدمه ، باعتباره سائق تاكسي ، في اتصالاته …
هذه الاتصالات التي تشمل الجنسَين !
ثم أن الرجل غير مؤهَّلٍ …
أنا أعرفُ ، طه رشيد ، جيّداً .
وأظنُّه سينتفضُ ، مثل ما فعل كاردو ، ليعود حرّاً :
سائق تاكسي باريسيّ …