18 ديسمبر، 2024 11:46 م

كتابات .. على جدار كورونا

كتابات .. على جدار كورونا

بعد الكم الهائل من المعلومات والشائعات التي تواردت بعد انتشار وباء العصر كورونا .. صرنا لانهتم كثيرا مقارنة بحجم اهتمامنا الاول .
لكن خبر تسجيل امريكا لاكثر من مائة الف اصابة ، بعد ان كانت شريكة في نشر هذا الوباء الخطير .. حرك مخيلتنا و تصوراتنا ، و حساباتنا ، وقناعاتنا .

ان اخطر .. ما في هذا الوضع اللااخلاقي .. هوالتجاوز الخطير على( قوانين الطبيعة ) .. وهذا ما حدث جليا منذ اكتشاف القارة الامريكية ، والاستيلاء على ثرواتها ، وقتل اصول سكانها .

ثم اندلعت الثورة الصناعية ، وحل التسارع البشع في استغلال الطبيعة ، دون مراعاة لقوانينها ، والايغال بمسح كرامة الانسان ، واحلال مملكة المادة على حساب مملكة الروح ، حتى اكتملت كل الشروط التي تنذر باتجاه راسمالي جشع يحول الانسان الى برغي صغير في ماكنة الاثرياء .
ان الاديان السماوية ، هي الاخرى لم تسلم من استغلال سلطة الدين ، من اجل توظيفه توظيفا سياسيا مصلحيا مقيتا ، من قبل الكهنة ورجال الدين ، على حساب القيم الاخلاقية والمعرفية.

ومنذ نظرية ( النشوء والارتقاء ) و اصل الانواع لداروين ، بدأ ت عملية جر العلوم الى وجهة جديدة وجريئة ، سليمة في مفاهيمها ، لكنها كانت خطيرة في نتائجها .. لانها وضعت ثوابت وقوانين الخلق والطبيعة على المحك ، وايقظت عقولا كانت في قفص الغيبيات و في حالة سبات مميت .

وبعد عقود طويلة ، كانت هناك سلسلة اكتشافات ، مع التوسع في بناء المختبرات ، وظهور قطبان قويان متنافسان لاخضاع كل علم ، وكل معرفة ، لمآربهما الخاصة .
ومن سخريات القدر ، ان من نتائج الحرب العالمية الثانية ، بعد استخدام القنابل النووية ، واسلحة محرمة ، سببت بمقتل اكثر من ثمانين مليون شخص .. اصبح استخدام الطاقة النووية مباحا ، رغم مخاطرها على البيئة والانسان ، و اصبحت الجرائم في العالم عادية ، وبات بناء المختبرات التي تعمل على تفريخ الفيروسات القاتلة غير محرم .. والتلاعب في التعديل الوراثي والهندسة الوراثية فلسفة ، والتحكم بالجينات هواية .. والاستنساخ الحيواني غواية .. الى ما وصلنا اليه ، من دمار شامل لقوانين الطبيعة ، و تعطيل لحقوق الانسان .

يقول المفكر العربي في فلسفة الطبيعة الاستاذ يوسف كرم ،، ان معاني الكون والطبيعة جميعها ، تعود الى يقين واحدوهو / ان الطبيعة من صنع عقل حكيم ، وان لكل موجود طبيعته ، وان للطبائع وافعالها نظاما وحكمة ، وان لاشيء معطل في الطبيعة .. كما يقول ابن سينا ،، .

اننا نعيش اليوم في ظل/ ارهاب المعرفة القاتلة التي ذكرها الباحث العراقي طالب الدليمي ، وهو يشير الى كتاب مهم وخطير ، للعالم البريطاني مارتن ريس صدر سنة 2003 بعنوان ( ساعاتنا الاخيرة ) يتنبأ بحصول خطأ بايولوجي يقضي على مليون شخص سنة 2020 ..!؟
.
ان الخيول الجامحة ، لولا لجامها ، لكانت قد اطاحت بفرسانها .. حالها حال العلوم المتسارعة والتي لا تقف عند حد ، و تطرق ابواب جديدة وخطيرة ، خدمة لمصالح قوى سياسية واقتصادية ، وبنوك عالمية مؤثرة تتحكم بمصائر الاقتصاد العالمي .
ان العلوم حقا ، بحاجة الى لجام اخلاقي ، يوقفها عند حدود العلم ، و عند حدود المعرفة التي تجلب الخير للانسان ، علوم تبني ، ولا تهدم ، تسعد ، ولاتحزن .
ان ( انسنة ) العلوم بات امرا ملحا .. في زمن يجري فيه تجريد كل ماهو انساني واخلاقي ..&
د كاظم المقدادي