23 ديسمبر، 2024 5:47 ص

كتائب حزب الله، كما الكاظمي يقحمون

كتائب حزب الله، كما الكاظمي يقحمون

تظاهرات تشرين في مشهد الإغتيال الغادر، لماذا؟

في الوقت الذي نشر فيه ناشط عراقي رسائل متبادلة عبر الواتس آب مع المغدور هشام الهاشمي امس بعد وقت قليل من عملية الاغتيال، يُخبره فيها انه تلقى تهديدات من كتائب حزب الله، ورغم ان الناشط المعني، غيث التميمي، ادعى انه يمتلك المزيد من الوثائق والاتصالات الصوتية وانه مستعد لتقديمها الى الكاظمي مباشرة، ورغم ان المدة بين اعلان الاغتيال ونشر محادثة الواتس آب لا تكفي لفبركتها الا اذا كانت معدة مسبقا قبل الإغتيال وهو احتمال غير وارد، فإن جهات اخرى سارعت الى التشكيك فيها وظهرت بوستات متلاحقة على منصات الإعلان الإجتماعي تبين انها مزورة، ثم ان الكتائب اصدرت بيانا شديد اللهجة قالت فيه ان الاتهام يأتي ضمن مسلسل استهداف المعارضين للوجود الأمريكي والنيل من العراقيين الشرفاء. بيان الكتائب ذكّر بكيفية تورط الأمريكان والصهاينة بجرائم تظاهرات تشرين!!!.

الغريب في الأمر انْ ليس الكتائب وحدها من اقحمت تظاهرات تشرين في هذه الجريمة الغادرة، حكومة الكاظمي فعلت نفس الشيء. الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء قال ان هناك لجنة شكلت لمعرفة احداث التظاهرات، لاحظ العبارة، لمعرفة الأحداث وليس لمعرفة قتلة المتظاهرين وستظهر النتائج قريباً. هل هي صدفة ان يتفق الكتائب والكاظمي على نفس البروبغندا للتغطية، او على الأقل للتخفيف من وقع جريمة الاغتيال؟. لا يمكن في هذا الموقف، بالطبع الركون الى النيات الحسنة وتوارد الخواطر.

من جانب ثالث نقلت نفس الجهة التي نشرت فيديو لحظة اطلاق النار ، عن أسرة الخبير الأمني المغدور هشام الهاشمي اليوم الثلاثاء اقوالاً تتهم تنظيم داعش بعملية اغتياله وادعت ان شقيق المغدور قال ان اخاه تلقى تهديدات بالتصفية الجسدية من تنظيم داعش وذلك في حديث وسط جمع من المشيعين واتهم التنظيم بتدبير عملية اغتيال اخيه الخبير الامني وانه، اي المغدور، ابلغ الأسرة قبل وقوع عملية اغتياله بتلقيه تهديدات من التنظيم المتشدد، ناهيك من ان التنظيم نفسه اعلن مسؤوليته عن الإغتيال رغم ان المراقبين لاحظوا ان التنظيم لم يستخدم ايا من منصاته المعتادة في الاعلان، والأهم ان نمط العملية نفسه لا يتوافق مع اساليب التنظيم المعروفة.

خلاصة القول ان هناك محاولة مفضوحة من عدة جهات لخلط الأوراق، ربما بهدف التستر على القتلة او التهوين من وقع الجريمة اذا قدّمنا حسن النية لدى الكاظمي وحكومته، أو ان هناك فوضى طبيعية من تلك التي ترافق الإغتيال السياسي عادةً، اذا نظرنا الى الموقف بحياد مطلق. في كل الأحوال، الثابت، واجزم على ذلك، بل واستطيع ان احلف بأغلظ الأيمان ان الحكومة أو دوائرها المعنية تمتلك تسجيلات فيديو تبين من اين اتى القتلة ومن اي وكرٍ مظلم خرجوا، وتبين كذلك اين ذهب المجرمون وفي اي جحر معتم ولجوا. وانهم ومن يقف وراءهم معروفون لديها تماماً.

يبقى ان يتصرف الكاظمي كمسؤول اعلى اولا وكرجل وفي لوعوده ثانيا ويلقي القبض على القتلة ويذهب الى النوم مادام قد وعد بأنه لن ينام قبل الإقتصاص منهم.