كم هي جميلة عبارة الزعيم عبد الكريم قاسم عندما رأى صاحب فرن الصمون يبيع الصمون لكن حجمه صغير وصورته كبيره بنفس الفرن لذلك كانت سرعة بديهية الزعيم في محلها عندما قال لصاحب الفرن كبر الصمونه وصغر الصورة
واذا عملنا مقارنة بين هذه المقولة وبين ما يقدم من خدمات للناس وخصوصا اغلبها صغير قياسا بصورهم الكبيرة التي ملات الطرقات والجسور وكل البنايات والاحياء والازقة ولم يسلم اي شيء من صور الدعاية ولم يبقى شبر في العراق الا وطالته صور المرشحين
كم هو جميل ان تقدم خدمات بقدر توزيعهم لصورهم كم هو رائع لو انهم زاروا كل المناطق التي وزعت فيها صورهم كم هو راقي وممتع لو انهم اهتموا بالمواطن مثلما اهتموا بهندامهم وطريقة وقوفهم بالصورة وكيف يتم تجميلها وكم سيكون العراق والعراقيين سعداء لو ان المسؤول يثابر بالحصول على السلعة الجيدة من المنشئ الجيد مثلما يبحث المسؤول عن ملابس مصنوعة في دول معروفه بصناعتها وتناسب وضعه ومسؤوليته
المقارنات كثيرة اذا عددناها سوف لن ينتهي بنا المطاف الا الى نتيجة واحده وهي ان التقصير والقصور هو سيد الموقف
نشاهد ونراقب الوضع وكيف تهتم الاحزاب والشخصيات بطريقة كسب ود وصوت الناخب وكيفية الدخول لقلبه وعقله وبغض النظر ومع كل الاسف اذا كان هناك تنازل عن الثواب او حتى القيم لا لشيء الا من اجل الحصول على صوته ليضمن بقائه اكثر فترة ممكن على كرسي زائل مهما طال الزمن
الكرسي الذي لا يقدم الخدمات للناس يقف ضاحكا على اهات الناس ومصائبهم يقف مبتسما على احزانهم يقف شامخا منتصبا على فقر الناس يقف صاحب الكرسي مرتديا نظراته السوداء بابتسامه تطفوا على وجهه المسؤول يقول لا توجد عندي عصى سحرية لكي اغير سوء حالكم وقلة الخدمات والعرقلة تأتي بسبب الروتين القاتل لكن اذا اراد المسؤول شيء نرى قلة الخدمات تتحول الى وفره بالخدمات له وللمنطقة التي يسكنها ويتحول الروتين الى اسرع من البرق والله وانا ارى بأم عيني عندما تأتي سيارة بيع النفط وتقف امام شارع المسؤول وبنفس الطريقة تقف سيارة بيع الغاز وهكذا حال دائرة البلدية تترك شوارع الفقراء وتهتم بشوارع المسؤولين
نحن نحتاج الى وقفه مسؤولة من كل المسؤولين وان يتنازلوا كثيرا من منافعهم الشخصية او على الاقل صغروا منافعكم الشخصية وكبروا وكثروا خدماتكم للمواطنين وكذلك قللوا حماياتكم الشخصية ومواكبكم وسيارتكم ومرتباتكم الشهرية واكثروا من الخدمات واكثروا من التواضع واللقاء مع الناس بكل طبقاته لان التاريخ سيكتب عنكم مثلما كتب عن غيركم والتاريخ يكتب الصالح والطالح السلبي والايجابي لان ثنائية التاريخ الازلية هي الخير والشر والتكبر والمتواضع والخ……. فكونوا مع الصالحين والخيرين وكونوا مع الفقراء هذه هي زكاة مناصبكم