أعلنت وزارة التخطيط ( الاثنين 24 شباط ) النتائج الأساسية ( النهائية ) للتعداد العام للسكان 2024 ، مؤكدة أن عدد سكان العراق يبلغ 46 مليوناً و118 ألف نسمة ، وبموجبها تم توزيعالسكان على الفئات العمرية ووجد إنها تتكون من :
. دون الخامسة من العمر : 11.16%
. دون سن العمل ( 5-14 ) : 24.74%
. في سن العمل ( 15- 64) : 60.44%
. 65 سنة فأكثر : 3.66%
ويظهر من ذلك إن الفئة العمرية لما يسمونهم كبار السن ( 65 سنة فأكثر ) هم الأقل عددا من بين سكان العراق ، وان ذلك يؤشر انخفاضهم عند المقارنة مع الفئات العمرية الأخرى ومع المؤشرات لذات الفئة محليا وعالميا ، ففي إقليم كردستان ( الذي هو جزء من العراق ) بلغت نسبتهم 4.4% في ذات التعداد ،وعلى المستوى التاريخي فان نسبتهم كانت 3.64% في تعداد العراق 1997 أي إنها لم تنمو كثيرا عما كانت عليه قبل أكثر من ربع قرن ، و في جميع أنحاء العالم وبين عامي 1974 و2024وصلت نسبة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما للضعف تقريبا حيث ارتفعت من 5.5 % إلى 10.3 % من بين مجموع السكان ، وفي أوروبا يزداد معدل كبار السن بشكل كبير ففي عام 1950 كان في سن الخامسة والستين فقط 12 % أما اليوم بلغت النسبة 19 % ، و تتمتع قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية مجتمعتين بأعلى نسبة من الأشخاص كبار السن في الوقت الحالي حيث أن هناك شخص 1 من كل 10 أشخاص يبلغ من العمر 65 عامًا أو أكثر ، وتفيد الإحصائيات بأن عدد كبار السن (الفئة العمرية 65 سنة وما فوق ) على المستوى الوطن العربي تبلغ 5% من المجموع العام للسكان ، وفي مصر بلغت نسبة المسنين 8.8٪ في عام 2024 ، وفي المملكة العربية السعوديةتبلغ نسبة المسنين 3.81٪ ، وفي تركيا تبلغ نسبتهم 9.5% (إحصاء 2024 ) ، وفي تقرير نشر في ( 17 شباط 2025 ) فان الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر في اليابان 29.6 % من إجمالي السكان .
ويلاحظ بأنه في الوقت الذي تنمو فيه الفئات العمرية الأخرىللسكان في بلدنا بشكل ( يبشر بخير) ويدعو للارتياح رغم الظروف التي عانى مر بها البلد من حروب وحصار وضعف البنى التحتية وغيرها من المؤشرات ، إلا إن الفئة العمرية لكبار السن لم تشهد نموا يناسب النمو السكاني وذلك يعاكس الاتجاه العالمي ، فالكثير من دول العالم باتت تبدي خشيتها من نمو الفئات العمرية لأكثر من 65 سنة ، ووفقًا لتوقعات الأمم المتحدة السكانية سوف يتضاعف هذا العدد عالميا ليصل إلى 20.7 %، ( في اليابان 28.0 % ، إيطاليا23.0% ،البرتغال22.4% ) ، كما من المتوقع أن تشهد مناطق شمال أفريقيا وغرب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء أسرع نمو في عدد الأشخاص كبار السن على مدى العقود الثلاثة المقبلة فبحلول عام 2050 من المتوقع أن تمثل هذه الفئة العمرية شخصا واحدا من كل 6 في قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية مجتمعتين ، ونشير بهذا الخصوص إن زيادة الفئات العمرية في العراق لا يمكن أن يشكل عبئا على السكان والبلاد نظرا لارتفاع معدل الخصوبة الكلي في العراق الذي يبلغ 3.9 ، وعلى وفق ما كشفه التعداد الحالي للسكان ، أن نسبة السكان النشطين اقتصادياً في العراق (15 سنة فأكثر) تبلغ 41.61% كما إن الموجودين في سن العمل يشكلون 60.44% من السكان وهي نسب تفاؤلية إلى حد كبير ، وان ضعف النمو لفئة المسنين الذي اشرنا أليه قياسا بالمحلي والدولي يستوجب عناية فائقة من قبل أصحاب الشأن ، لإيلاء الموضوع ما يستحقه من عناية واهتمام وما يتطلبه من خطط وإجراءات في الجوانب التي أدت لهذا الضعف والانخفاض .
إن ايلاء الاهتمام والرعاية لكبار السن وللفئات العمرية الأخرى لتمكينها في بلوغ هذا العمر ليس فضلا ولا منة من احد حكومات وأفراد ، لما له منزلة في الأمر بالقيام على حقوقهملضعف الشأن ، ويؤكد ذلك قول الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾( الإسراء : 23 ) ، وعن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قال : ( مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ ) ، ودول العالم الإسلامية وغير الإسلامية أصبحت لها فعاليات بهذا الخصوص ، ففي ١/١٠/٢٠٢٤ احتفل العالم بمناسبة اليوم العالمي للمسنين الذي اختارت لهم منظمة الأمم المتحدة هذه السنة كشعار ( الحفاظ على الكرامة مع التقدم في السن ) ومن ابرز توصياته “ تعزيز أنظمة الرعاية والدعم للمسنين في جميع أنحاء العالم ، وفيه تم التأكيد على ضرورة استحضار السياسات العمومية لحقوق كبار السن “ ، وعلى المستوى العربي أقرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في دورتها 42 لمجلس الشؤون الاجتماعية العرب الاحتفال باليوم العربي لكبار السن ، بتخصيص يوم 10 تشرين الأول ( أكتوبر ) من كل عام يوماً عربياً لكبار السن ، يتم فيه الاحتفاء بكبار السن وتمكينهم في المجتمعات العربية ونشر الوعي المجتمعي بهذا الخصوص ، وما نحتاجه ليس احتفالات ومهرجانات وفعاليات فحسب وإنما خطط وقرارات لزيادة عدد السكان في هذه الفئة ورعايتهم ماديا وصحيا واجتماعيا واعتباريا ، ففيهمالفقير والمتقاعد ومن أصحاب الهمم ومن المحتاجين وفيهم أيضا ممن لا يزالون يعملون تحت الاضطرار لتوفير سبل العيش ، وفيهم الأخ و الأب وألام والعم والخال وهم جميعا من ألأهل أعزاء على العراق شعبا وبلاد ومنهم الكثير من المضحين والبناة ، ومن لم يمتلك الخبرة في كيفية الحفاظ على هذه الفئة وتنميتها ليطلع على تجارب الدول ، واغلبها تولي اهتماما فائقا في هذا المجال حتى وان كنا نعدهم من ( الكفار ) .