23 ديسمبر، 2024 10:42 ص

كاولية , غجر , نَوَر , حكومة

كاولية , غجر , نَوَر , حكومة

الكاولية أو الغجر ومفردها كاولي وهم مجموعة سكانية عراقية تنتمي إلى مجموعة الشعوب الغجرية التي تعود جذورها إلى شبه الجزيرة الهندية ودلتا السند واصل تسمية كاولي جاءت من قبائل هندية كانت نسائهم تمتهن الجنس والرقص كخدمة دينية لرجال الدين ( وين متروح تلكه رجال الدين مستعبدين الناس وداخلين بأرزاقهم وأعراضهم ) أو بالأجر لآخرين وكانت عمليات البغاء تتم في معبد الملك ( كاول ) تشرفا وتعظيما لأنفسهم حسب رأي الدكتور حميد الهاشمي . وهناك رأي يقول أن كاولي اصلها كابولي أي قادم من كابل عاصمة أفغانستان وهذا الرأي يؤيده كثيرون .
كاولي في لغة العراق القديم تعني ( أصدقاء ) , وكلمة غجري العربية هي في الأصل كلمة عراقية قديمة عربها العرب وحولوها من ( كَكَري ) إلى غجري , وككري تعني في اللغة العراقية القديمة ( أبو الحليب ) أو الذي يعيش على الحليب حيث إن كلمة ( كَكَر ) بالكاف المفتوحة تعني الحليب . وهناك رأي آخر يقول إن كلمة غجر مشتقة من اللفظ التركي ( كوجر ) والتي تعني ( رُحَل ) والناس في مدينة الموصل ( فك الله أسرها من حثالات الأرض داعش ) لحد الآن يستعملون كلمة غوجر للإشارة إلى الغجر . كما إن هناك رأي يقول إن كلمة كاولي تعني من خرب بيته وبقي متجولا , وهناك رأي يقول إن كلمة الكاولية مشتقة من التكول بمعنى ( التجمع ) , وهناك من يقول إن أصل التسمية يرجع نسبة إلى ( كول ) وهي قرية بفارس .
حدثني احد الأشخاص الذين يعملون في ( ضمان البساتين ) انه قد حدثت له حادثة مثيرة مع إحدى عشائر الكاولية في العراق حيث اتفق أن تضمن الرجل احد البساتين المثمرة في منطقة كنعان في محافظة ديالى وكان يرجو من خلال عمله الربح الوفير لأنه تضمن البستان بسعر جيد يُمكنه من الربح الوفير واستغرب صاحبنا كيف استطاع الحصول على هذا السعر من صاحب البستان , وما إن بدء بعمله في جني المحصول حتى لاحظ أن المحصول بدء يتناقص بصورة يومية وانه إذا استمر الحال على ذلك فانه سيتعرض إلى خسارة كبيرة , وبعد التحري عن الأسباب اكتشف انه قد تعرض لخدعة من صاحب البستان الذي كان يعلم بان أيدي عشيرة الكاولية التي تنزل بالقرب من بستانه تمتد دائما بالسرقة للمحصول بحيث لا يبقى شيء من المحصول لبيعه , ففكر صاحبنا ( الضَمان ) بطريقة يسترجع بها أمواله من صاحب البستان ويلغي اتفاق الضمان بينهما ولكن من دون جدوى , فأشار عليه أهل الرأي بالذهاب إلى شيخ عشيرة الكاولية لعرض الموضوع عليه , وما إن ذهب صاحبنا إلى الشيخ حتى تم استقباله بكل حفاوة وتكريم , وبعد عرض الموضوع على الشيخ هب الشيخ منفعلا وقال : اذهب إلى بستانك واعلم أن لا احد من بعد الآن تمتد يده إلى المحصول وهذه كلمتي ولا أتراجع عنها وان أبناء عشيرتي ملتزمون بها لأنهم ليسوا لصوص وإذا حدث شيء فانا أتحمل المسئولية واعذرنا على الذي حدث سابقا , وفعلا تم ذلك حيث لم تمتد يد بالسرقة إلى محصول صاحبنا الذي جنى الربح الوفير بعد كلمة شيخ الكاولية , وهنا وصاحبنا يحدثني تذكرت حكومتنا العراقية والتي أحاول هنا أن اظلم الكاولية بمقارنتهم بها , فهم وبصورة يومية يسرقون أموال العباد ويغتالون كل خير في هذه الأرض وينهبونه فالي من نذهب حتى يتوقف أعضاء حكومتنا عن سرقة قوت
الأرامل واليتامى والعاجزين .وهل ثمة شيخ لحكومتنا نتوجه إليه ليمنع أبناء عشيرته من سرقة أموال العراق .
من أهم مميزات الغجر أو الكاولية في العراق والمنطقة هو ممارستهم لأعمال منافية للقيم والأعراف السائدة في المجتمع العراقي مثل التجارة بالجنس وممارسة الرقص في الحفلات مقابل المال وقراءة الطالع والبخت , والدعارة مهنة عامة يمتهنها معظم الغجر , ولكني سادتي القراء وانتم لم نسمع أن غجري سرق أموال الشعب وتاجر بدماءه وهجر وقتل بلاد بكاملها واغتال أحلام أطفالها . أو رَمل نسائها , أو سلمَ أرضها لأشرار الأرض داعش . ومن صفات الغجر حسب رأي الباحثين هو غياب التكافل الاجتماعي لدى أبناء العشيرة الواحدة بسبب ضعف النزعة القرابية وضعف الوازع الديني , ولكني لم اسمع أن غجريا قتل غجريا أو سرق ماله أو هجره أو سلم ابن عشيرته للذبح كما حدث في سبايكر العار التي ارتكبتها حكومة العراق بأيدي داعشية . كما إن من أهم مميزات الغجر في معظم أنحاء العالم هو تلونهم كالحرباء في أهم سياقات الحياة مثل الدين واللغة والأزياء مع البيئة التي يحلون بها , وهم هنا يتشابهون بشكل كبير مع ساستنا الأفاضل الذين ينزعون العمامة في لحظة ويلبسون الملابس العسكرية مستعرضين ( صورني واني لابس عسكري ) لتحرير أرض العراق التي سلموها بأيديهم لأشرار الأرض وحثالاتها داعش . كما أنهم يشتركون بصفة أخرى مهمة مع أعضاء حكومة الإسلام السياسي في العراق والتي تتمثل بالترحال الدائم ( جماعة الإسلام السياسي كانوا دائمي الترحال بين بلدان الأرض المختلفة ) وهذا ما يُضعف الانتماء لأرض العراق ويجعلهم يُفسدون فيها وينهبون ما يشاءون من دون أي وازع أخلاقي أو ديني لأنهم لا ينتمون إليها . كما إن هناك مشترك غريب بين ساستنا والكاولية وهو أن الغجر لهم أفعال وتصرفات سيئة فان ذلك أدى إلى حاجتهم دائما إلى تغيير أسمائهم وانتسابهم إلى قبائل أخرى غير قبائلهم وهم هنا يشبهون ساستنا الذين لا نعرف لهم اسما حقيقيا سوى كناهم وأسمائهم المستعارة فهذا أبو فلان وذاك أبو علان وهذا ينتسب إلى العشيرة الفلانية وهو من أصول أعجمية لا يعلمها إلا الله .
هناك فرضية لطيفة أسطورية لأصل الغجر(يرجعون إلى فلسطين ) والتي تقول إن أصلهم من سلالة قابيل الملعونة وفي الأسطورة أن صالبوا السيد المسيح احتاجوا إلى أربعة مسامير لإكمال عملية الصلب وعندما رفض الحدادون عملها لظهور معجزات المسيح الكبرى عملها الغجري مقابل مبلغ كبير من المال , وهم هنا يتشابهون إلى حد كبير مع ساستنا الذين لا يتورعون عن صلب المسيح ألف مرة وقتل الحسين بدم بارد ألف ألف مرة مقابل حفنة من الدولارات .
الغجر أو الكاولية في كل العالم يرجعون إلى أصل واحد حالهم حال الفساد فالفاسدين في الأرض كلهم يرجعون إلى أصل واحد . والغريب في الأمر أن حكومتنا إسلامية التوجه والكيان فالأحزاب الإسلامية هي التي تقود البلاد وتَسيسُ العباد منذ 2003 ولحد الآن ونتيجة لقيادتها وفق الشرع الإسلامي أنتجت أكثر من خمسة ملايين يتيم وأكثر من مليونيين أرملة وسلمت ارض العراق لداعش الشر والكراهية والبلاد على حافة الانهيار الاقتصادي بسبب أفعال الحكومة وأعضائها . فهل تعتقد سيدي القارئ إننا نظلمهم بمقارنتهم بالكاولية , أم أننا نظلم الكاولية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟