22 ديسمبر، 2024 10:42 م

كان يا مكان في قديم الزمان …

كان يا مكان في قديم الزمان …

في قرية كبيرة يسكنها الاخوان غنية بالخيرات في كل صوب منجم ذهب وفي كل حدب حب وحنان .
لها تاريخ عريق واسم متين بين باقي القرى والبلدان , مهدا للخير والتطور , بين الحين والحين تعصف عليها الريح عاتية ولكنها صامدة بقوة وتحدي غني بالشجاعة بلا وهن , شاهقة لم تنكس رايتها .
تعيش سعيدة رغم الصعاب وعيون الغدر حولها محملة بالشر , سعيدة يحكمها ابنائها ويرأسها مقدام بطل لا يهاب تراه دوما متوشحا رايته وبيده السيف بتار على الاعداء رحيم برعيته .
يأكلون مما تزرع ارضهم ويشربون من نهريه الخالدين , يلعبون ويمرحون على ضفاف الغناء , تسرد قصصهم بقصائد وتلحن ببهجتهم اجمل الالحان .
التفت حولها اسراب الجراد و الغربان همهم الدمار وتعميم الخراب لم يعجبهم جمالها , غيرة سوداء موغلة في قلوب الشر منذ الازل وعقول بالشر مبطنة بثت سمومها وزرعت احقادها بين ابناء ارض السلام .
وفي ليلة وضحاها عندما كانوا نيام برزت نياب الغدر ناهشة في جمالها , كيف وصلوا لها ومن اعانهم لينهضوا بشرهم , بعد ان كانت ايديهم بالاغلال مقيدة وسيف الخير مسلول على اعناقهم .
جاروا على سلامها وجهروا بخرابها وجردوا الشعب من الاحلام لينام في ظلام في وادي عميق يعمه الموت وتملئه القبور , جراد الشر يتنعم بالخيرات والشعب يقتات من فتات الحياة بعد ان كانت بين يديه تمرح الحانها , يقتات على الفتات , وتيشرب من الراكدات ماء الخنوع بعد ان كان يصطاد من طيب مائها .
حكمها الغربان دهرا من الزمان فحللوا الحرام وحرموا الحلال وسرقوا البسمة من الاطفال ومن خيرات الارض ملئوا جيوبهم , يترابحون فيما بينهم بالتومان والدولار , وينامون على حرير الشعب والشعب على الجريد ينام , وفي الاعلام وما ادراك ما فعلوا , على الشاشات وجوههم مبتسمة مستبشرة وفي قلوبهم الشر ذا رائحة زلخة عبقة وفي الصحف اسمائهم منمقة واقعها زادة وابن كسرى , يكنون بالكنى المعروفة وبطون امهاتهم حملت بالحرام فعن اي ابن يتحدثون ولأي اب منهم ينتمون .
قيل للشعب حان وقت النهوض ولترجع القرية الى احضانها فالشوق قد فاق المه ولوعة الارض في شوقها جمرت , فقم عسى ان تعيد البسمة لها لترتوي مرة اخرى من انهار بلدي وتتنسم ريحه المنعش .
قوافل الهجر ابت الخروج فأخرجها ايها البتار بسيوف اجدادك فما عاد للخنوع طوق يعانقه والحرية انتعشت بالاشواق مبتهجة , للعودة مرة اخرى الى بلدي .