23 ديسمبر، 2024 5:56 م

كان وما زال مثال الآلوسي قامة وسط الرجال

كان وما زال مثال الآلوسي قامة وسط الرجال

حين تمنح الوطن حريتك فهذا قمة درجات التضحية لأنها ثمينة وتحتاج الى شجاعة للإقدام حيث تتقيد الحركة والخيارات بل تنعدم في السجون ، كيف اذا صاحبها التعذيب وإنتهاك الحرمات والتعدي على الكرامة أو المساس بالمقدسات الشخصية تحت وضع الحجز أو السجن ؟ هذا في إختيار التحدي الكبير للظلم والجور والإنحراف والإنفراد والإقصاء ، لكن كيف أخرى في التصدي لكل هذه السلوكيات وقبول المواجهة غير المتكافئة حيث نديّة وعدالة الفكر والقضية أمام القوة الغاشمة المسلحة وإمكانياتها الكبيرة ويدها الطولى وإقتدارها على سلب الحياة وليس مصادرة الحرية فقط .
ووفق هذا المنحى الشامل لموضوع الحقوق المهدورة للشعب والمهام الواجبة للتصدي للإنحراف السياسي ووفق المعايير الوطنية الكبيرة التي ينهض بها الرجال كان حجم التضحية التي قدمها عن طيب خاطر السيد الآلوسي والتي رسمت خريطة طريق للمتأثرين بشخصه ومواقفه الوطنية حين حمل فلذتي كبده ليمنحهما قرباناً غالياً يستحقه الوطن والشعب لغد الملون بطعم الحرية والتضحية الكبيرة .
لقد عاشت تضحية الرجل ملحمة في الوجدان الشعبي وكانت ملهمة لنبض الرجولة في كل شبر من أرض الوطن حتى صارت عنوان لكل سرديات التصدي والثورة ولوناً أخاذا للدروب المعشوشبة بالأمل والخلاص والحرية ، كل الشعب يتذكر موقف الشجاعة الذي كان فيه السيد الآلوسي حيث الميزان العادل حرية الشعب أمام حياة شابين بعمر العطاء قضيا حياتهما يحلمان بوطن آمن سليم معافى يؤمن لأبنائه الخبز والكرامة ويمنح المحبة والتسامح والرفاه بدل القتل والحرائق والإعاقات وهضم الحقوق وتشريد العوائل وتدمير الممتلكات ، شابين تربيا على روح المنح دون إنتظار الحصاد وجني الفوائد والمكاسب والكراسي .
اليوم الجميع يعيش الأمل والراحلان يتطلعان من مكان مقدس سماوي ساعة تعزف فرق الموسيقى الشعبية سيمفونية النصر الكبير لمعاني الرجولة والمواقف الشجاعة والمحبة على التخلف والخسة والكراهية المقيتة ، وترتفع عاليا كما يأمل الشعب رايات بيضاء نقاءاً وشرفاً بإنتصار العقلانية والسلام والبناء والعدل والحرية وهي تتجسد بالبشرى الناجزة بفوز يثلج الصدور ويعيد للشفاه الحزينة بسمة بعرض الحقيقة التي لم يتمكن غربال التخلف أن يحجب شمسها أو يخفي بريقها في عيون الأطفال .
موعد الوطن مع فوز لمثال الآلوسي يصيب أعداؤه بجلطة أو ذبحة أو فقدان للذاكرة أو الخبل أو العمى أو الخرس وكلها خير للوطن إن شاء الله أسباباً ونتائج .