ما يهز المراقب السياسي ، ان السييد مسعود البرزاني ، رغم كل الاعتراضات الصريحة ، والاستنكارات المتتالية ، لم يك ليتوقف لحظة لمراجعة النفس او لسماع الاخرين قبل تقرير لحظة الاستفتاء ، بل انه على العكس من كل ذلك اصر على اعلان موعده، لا بل اصر على اجراءه رغم علمه اليقين ان الاجماع الكردي لم يك حاضرا في كل المشهد السياسي ، واي سياسي كان عليه ان يقرأ اثار الاجماع الدولي الذي تتقدمه الامم المتحدة ، والانقسام الكردي الذي يتقدمه التغيير ومن بعده الاتحاد الوطني الكردستاني ، ناهيكم ان الشارع الكردي نفسه لم يك ليثق بالسييد مسعود لتفرده بالسلطة والمال والجاه في منطقة كردستان ، والغريب ان الحكومة المحلية الممثلة كليا للديمقراطي الكردستاني كانت هي الاخرى عمياء او تعامت عن الرأي العام ، وقد انتقل الزعيم الكردي من كونه شخصا سياسيا الى ان يكون شخصا عسكريا مستمرا بارتداء الزي العسكري مستعرضا قطعات البيشمركة ، وقد نادى بانتهاء العمل بالمادة 140 من الدستور من جانب واحد مرددا ان الزمن لا يعود الى الوراء،
ان ازمة السياسي في المجتمعات الشرقية تكمن في الغرور والغرور المطلق وانه يفرد لنفسه حالة ويظل يتمسك بها على انها من مسلمات نهجه رغم علمه انها ليست بالمقبولة لكنه يصر على الخضوع لها بالتالي يعرض نفسه ومستقبله لمهب من رياح عاتية تاخذ به وبنهجه ،فقد اصر صدام قبله رغم اجماع العالم على ضرورة الانسحاب من الكويت اصر على البقاء فيها ، وهو من اصر اليوم على البقاء في كركوك ، رغم علمه ان هذه المدينه بذيولها قريبة من التخوم الكردية الايرانية ، وانه اقام سد من العناد مع الاتراك رغم علمه ان هذه المدينة يقطنها التركمان وهم الاقرب الى اؤلئك الاتراك ، وانه تناسى ان العراق اليوم جزء من مجهود دولي لمكافحة الارهاب ، وان الظروف محسوبة للحكومة الاتحادية، ، ولقد ثبت لنا جميعا ان القادة العراقيين جميعا ومنهم الكرد يشتركون في خصائص سالبة من السياسة مفهومها التقديري والاستثنائي وان واحدهم يظل قابعا في الكلام الكثير والانتاج القليل والبعيد جدا عن اهداف السياسة الا وهي خدمة الناس لا زجهم في حروب عبثية …