18 ديسمبر، 2024 5:59 م

1 ــ لو لم يكن العراق, لما كنا وما كان الذي كانوا, لما نشاءت الأديان والمذاهب والقوميات, ولما كانت الحضارات والثقافات والمعارف والفنون, ولما نزحت اليه الجماعات, بكامل عراقتها وارثها الحضاري, فأغنته واغتنت به, مكونات تاريخية, نسجت وحدته المجتمعية, في امة عراقية موحدة, لو لم يكن العراق, لما كان العربي والكردي والتركماني والكلدوآشوري السرياني والفيلي العراقي, وكذلك الديانات, المندائتة واليهودية والمسيحية والأسلامية والأيزيدية, وما سبقها من رسالات واديان وعلوم واكتشافات, هي الأقدم والأعرق في التاريخ البشري, لا كما نحن عليه الآن, خارج التاريخ تهرسنا الهشاشة, هل يعلم الذين, يتطفلون الآن على الحقيقة العراقية, بالكراهية والأحقاد والخذلان والأذلال, انهم لا ولن يكونوا بديلاً عن العراق, ولأن بعضهم دخلوا كجزء من مؤسسات الغزاة, فلا يمكن لهم ان يتطبعوا ويتأقلموا على الواقع الوطني والأنساني , ومن لا يحترم تاريخاً له في العراق, لا مستقبلاً له فيه؟؟؟؟.

2 ــ هل سيعلم هؤلاء, ان العراق ولولا سواقي سماءه ودفيء ارضه, لما وجدت فيه الحياة, حتى ولو بقدرة قادر, وأن الرافدين يشكلان الهوية الوجودية لكامل مكوناته التاريخية, ومن يتطاول او يتطفل على تلك الحقيقة, سيجد نفسه خارجها, لا سبب او مبرر لوجوده, فمن يخذل العراق ومهما كانت افتراضاته واوهامه, فلا يمكن له ان يغير مجرى النهرين, ناهيك عن الحقيقة الوجودية للعراق, أنهم كمن يناطح الجبال بقرون من خشب, وتبقى كراهية العراق وخيانته, عاهة لا يمكنهم الفكاك منها, وان العراق في ثقافتهم النافقة, جسد مشاع للأفتراس, وتلك فرصتهم كقطاع طرق.

3 ــ لو لم يكن العراق, ثروات وجغرافية وبيئة وعمق حضاري, لما تكالبت عليه, اطماع الغزاة وتعددت التدخلات, وكذلك الأحتلالات والحصارات, وتسللت معهم مجاميع الحثالات والولاءات والخيانات, وارتكبت جرائم الأجتثاث, لأفضل ما خلق الله من المكونات, على ارض ما بين النهرين, ولولا ضعف العراقيين ووهن ارادتهم وغفلتهم, لما دخل الغرباء زحفاً دموياً, من شماله وجنوبه وغربه وشرقه, ولما اصيبت اليقضة العراقية بالشلل, وارتبك الوعي المجتمعي, وتغولت المذاهب, بهرطقاتها وشعوذاتها وتخريفاتها, تلك التي جلبها الغزاة معهم, ولما تمترست بعض القوميات, في احضان الغزاة, محاولة منها, التمدد في الذات الوطنية, كي تحقق المستحيل, بتغييب كامل الحقيقة العراقية, كي ينسى العراقي, ماهيته وانبعاث ضرورته ودوره, في المتغيرات الكونية العاصفة.

4 ــ على بنات وأبناء العراق, من زاخو حد الخليج العراقي, أن يواجهوا حقيقتهم التاريخية, ويبحثوا عن حقهم فيها, وما ينبغي ان يكونوا عليه, أن يعودوا إن كانوا مهجرين او مهاجرين, ليتوحدوا مرة اخرى, بينهم ومع التراب الوطني, أمة عراقية الأطراف والمركز, ولست عقاًراً للأستقطاع والتحاصص, الطائفي القومي, وأن العراق سيتصدر, رياح الشرق القادمة, والأرض يحك جلدها التغيير, ومن لا يفهم حتميات التاريخ, عليه ان يكون خارجه, وسيذكرهم العراق, كموجة جراد اضرت بالأرض والأنسان وانصرفت, وعلى الذين كفروا بالعراق, لصوصية وفساد وارهاب, ان يعلموا, أن الأرض التاريخية للعراق, لا يمكن العبث بها او تقاسمها, أهلها سيعودون اليها, غداً او بعد غد, ومع من تبقوا فيها, سيحاسبون ويعاقبون, من اغتصبها وهجر واجتث اهلها, من يتجاهل الأمر, سيصحوا يوماً, عارياً بلا مكان ولا زمان ولا ضرورة.