23 ديسمبر، 2024 10:13 ص

كان الشجاع علاء العيداني في وزارة الخارجيةكان الشجاع علاء العيداني في وزارة الخارجية

كان الشجاع علاء العيداني في وزارة الخارجيةكان الشجاع علاء العيداني في وزارة الخارجية

ماقيمة الذي يمتلك البصر وهو فاقد البصيرة ؟العينان وجودهما حتى يرى الأنسان بهما النورومباهج الدنيا وما فيها وهي زائلة ,للأسف الشديد هنالك من سخر عيناه ليملؤها فساداً ومعاصي للشيطان متعهما بالرذيلة والانحطاط ,ليغوص في الحرام الى أخمص قدمه, الرائد علاء العيداني المراسل الحربي الشجاع الذي تصاغرت امامه كل صفات البطولة والتضحية ,وكان بطلاً بكل ماتعنيه الكلمة ,عندما تخلى الرجال عن قضيتهم المصيرية وصمد من ثبت على موقفه لأنه مؤمن بأن التاريخ لن يخذله ,بل سيتحدث عنه بشرف ,وعن ِأشباه الرجال والأقزام الذين فروا من المواجهة بالخزي والعار,كان لي الفخر والأعتزاز أن التقيته في مبنى وزارة الخارجية وهو يراجع دائرة أمريكا لغرض الحصول على موافقة للذهاب لأجراء العلاج لعينيه,فقلت له وبملء الفم وأمام شهود العيان :أيها الباسل المغوار لولاك ولولا غيرك من جيش وحشد الابطال المرابطين في سوح القتال الذين يقاتلون الممسوخين من الارهابيين لكانت زوجتي وابنتي فاطمة الكبرى أسارى بيد داعش يباع ويشترى بهما بسوق النخاسة ,التمسكم أيها الحر الأبي دعني أقبل يدك لتكون لي وسام وشهادة لي مع ذاتي ,لقد ذهب نورعينيك وظلت بصيرتك متوقدة لاتنطفىىء ترى النور والحق بعقلك ,صدق قول أمير المؤمين سيد الحكماء علي (ع){أَنَّ الْحَقَّ لا يُعْرَفُ بالرِّجَالِ وَلَكِنَّ الرِّجَالَ هُمُ الَّذِينَ يُعْرَفُونَ بالْحَقِّ} فأصبحت شاهداً على تاريخ بغاة وقتلة وحاقدين لم يراعوا حرمة لا لأمرأة ولا لشيخ ولا لطفل ,لقد جدت بما تستطيع أن تجود به ,لتضمد جراح الامهات الثكلى ودموع الأرامل وبكاء الاطفال ,صحيح تغيرت ملامح وجهك الجميل ,لكنه صارأجمل وأكثر أشراقة من ذي قبل ,صارت ملامحه تحاكي لنا قصص سنقصها لأولادنا ولأجيالنا ودروس وعبر نتعض منها ,كل علامة منها هي كفيلة بأن تؤرق مضجع الباطل وتفزع نومه ,وقلت له : سيذهب كل شيء عند الممات فلا عيون ولاجمال سيبقى ,سيكون الدود هو المتسلط على اجسادنا لينهشها ويشبع منها,لكنك فزت بأنك حصلت على حسن العاقبة في دنياك ومنحت نفسك بما حل بك طريقٌ تعبر منه لدنيا أخرى ,هنيئاً لك وانت تخط الحياة بروح عالية وأبتسامةٌ تملء شفتيك ,هنيئاً لك وانت أرتضيت بحكم
الله لك وقبلت به ,فكانت لك الهيبة والوقار والوجاهة التي اعطيت لك بين أفذاذ الرجال ,لقد قال لي : (أنني اؤمن بما كتب الباري لي وهو اعرف بما جرى علي ) ,أية عزيمة وقوةٍ تمتلكها وانت غير مبالي ,المهم حققت مرادك برضا الرحمن ونلت الحظ العظيم منه .