23 ديسمبر، 2024 12:31 ص

كانديد رواية التنوير التي بعثها الكاتب التنويري عقيل يوسف عيدان – الجزء الاول

كانديد رواية التنوير التي بعثها الكاتب التنويري عقيل يوسف عيدان – الجزء الاول

\ان تاتي رواية كانديد (ادم بعد عدن) بترجمة غير مختصرة وبدراسة تنويرية رائدة من الكاتب التنويري الكويتي عقيل يوسف عيدان ، انما تأتي لتؤكد على الخط التنويري الذي اختطه عقيل في سبيل اقتفاء سبل التنوير واستنهاضها في المجتمعات العربية التي رفضت اعمال العقل في المجمل وسيطرت عليها جماعات النقل في الاعلام والصحافة والكتابة حتى حولت الافكار السيئة الى قنابل موقوتة نقتات عليها يوميا .
الرواية التي ابتعد عنها عقيل لسنوات طوال بكل اصنافها ياتي اليوم ليقرأها في كانديد لفولتير والسبب : (ان مؤلفها هو احد اجرأ وابرز الفلاسفة في تأريخ الفلسفة والفكر الحر ، على الاطلاق) فكانت قيمتها كما اشار الى انها ليست رواية تخيلية بقدر ماهي عمل من الواقع وشجونه الشيء الكثير ، كانديد كانت قد نشرت لاول مرة في جنيف 1759م ولاحقا ترجمت الى جميع اللغات الحية حول العالم ويبدو ان السبب في كونها نوفيلا nouvelle وليست رواية roman ولعل الفرق كما يذهب عقيل الى ذلك يكمن في ان الرواية تتخذ الاشياء وصفا ، اما النوفيلا فهي تقدم صورا للاشياء كما نراها تحدث امام اعيننا.
الرواية بمداليلها التنويرية تعتبر خطرا داهما امام جماعات النقل وتعطيل العقول لان القضايا التي اثارها الفيلسوف فولتير واسماها عقيل بالقذائف التي اطلقها في سماء الفكر الانساني كالحرية ، التسامح ، المساواة ، احترام الحقوق مرورا باعتقاداته للكنسية واللاهوت ورجال الدين وتنبيه الناس الى مفاسد الاستبداد الروحي والمادي، وايقظ فولتير عبرها (الشعور الثوري) المحرض على العمل ضد الحكم المطلق/الاستبدادي والسلطات التي تتخذ من الدين غطاء لها ولمفاسدها.
ويبدو ان فولتير كان محببا لدى الكاتب عقيل الذي اعطى صورا حقيقية رسخت هذا العظيم في عقله وفي استقصاءاته له ففولتير شغل الناس بأثاره وافكاره وسيطر على العقول لانه كان فاضحا علميا انسانيا كما نقل عنه ذلك.
الكاتب عقيل عيدان يبين وبوضوح ، السبب الرئيسي لاقتفاء فولتير وروايته هذه والسبب هو افكار التنوير التي تشبع بها الكاتب عقيل فهو يشرح التنوير الذي جاء بالتحديد في القرن 17 بمعنى النور الطبيعي للروح والعقل عند الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت وفيما بعد اصبح معناه الاسمى (انتشار انوار العقل في العالم كله ،للقضاء على الخرافات والعقائد المتعصبة والغيبية )
واتخذ فولتير اسلوب الرواية لنقل افكاره لانها حسب عقيل” طريقة مثلى لايصال افكاره عبر الخيال المتلبس بالحقيقة ، او الحقيقة المتلبسة بالخيال وهي اكثر اثارة للوعي من بعض الانساق الفلسفية التقليدية” وقد كان عقيل محقا في ذلك ،لان الانساق الفلسفية التقليدية لا يستسيغها عامة الناس والسبب هو جفافها وصعوبتها ن اما ان تمرر كار الفلسفية التنويرية عبر رواية فهذا في منتهى الحكمة .
الفلسفة التي هي ضرورة حيوية للوعي واليقظة العقلية وللعيش السوي، ممكن ان تمررها من خلال الادب الجاد الواعي، وهنا نتساءل مع عقيل من ان العرب عندما تركوها غاب الوعي وحل محله الجهل واصبح الناس في غيبوبة تامة واصبح الاسوياء قلة مع تفشي كل هذا الجهل وسيطرة رجالات الدين على الناس وقيادتهم للاكثرية .
لقد عرف عقيل كانديد بانها قصة فلسفية عنوانها بمنزلة اشارة لمست عصبا حساسا عند الانسان الواعي في كل مكان ، انها تستهدف ايجاد الوعي بقضايا الانسان بعيدا عن المقدس بطلها شاب ساذج “كانديد” الذي يود ان يعيش حياة جميلة مع حبيبته “كونيغوند” برضا وسعادة لكنه وعندما سلم أمره الى الله والى ولي الامر سرعان ما تورط كانديد/الانسان ، بما تورطنا به نحن البشر جميعا من الضرب والفاقة والغرق والحروب والصراعات الدموية والاختطاف والاسر والخيانة والكذب والعبودية والظلم والغش والتعصب الديني والعنف والرعب من قبل رجالات الدين والوكارث الطبيعية والامراض الخطيرة ….الخ.
يقارن عقيل يوسف الرواية بقصة حي بن يقظان للفيلسوف ابن طفيل (1105-1185م) من ناحية سلوك الرمز والتلميح بعض الشيء فيما يقصد ، ويتساءل ما اذا كان فولتير قد رمز بكانديد الى ادم ، وبكونيغوند الى حواء، وبقصر البارون الى جنة عدن، وبطرد كانديدمن القصر للشارع الى نبذ ادم من الجنة للارض –حسب الاسطورة لالتي شرحت قصة ادم وحواء – وهكذا فان عذابات كانديد هي : عذابات البشر والامهم ، والسبب هو رغبة البشر / كانديد الى التعرف وفهم الامور بعيدا عن سلطة الاله، فاستسلام كانديد /ادم لشهوته ورغبته المادية الطبيعية ، فها هي طبيعة البشر (اصيل في حسناته وصادق حتى في اخطائه) بعيدا عن رغبات رجال الدين التي يسقطونها على الاله الذي صنعوه في مخيلاتهم.
المهم ان تكون قصة ادم الاسطورية التي وردت في التوراة والانجيل والقران نقلا عن بعضها البعض ليس لها وجود في كانديد /ادم الارضي الحقيقي المكان الذي نعرفه ولا نعرف غيره، حيث تولد كل (الهواجس والوساوس والرؤى والشواغل) وهكذا وقع ادم كانديد بين امرين كما يشرحهما عقيل : قانون الطبيعة :ان يفعل الانسان ما يحب وبين رغبات رجال الدين /الشريعة وهي ان تخمد الرغبات الطبيعية للبشر وتحرمه من فعل ما يجب ان يفعله كما تمنعه من فعل ما يقدر عليه ايضا، وهكذا فان الشريعة حسب عقيل يساندها رجال الدين تعتبر انقياد ادم/البشر /كانديد لطبيعته خطيئة وتامره بعصيان اوامر طبيعته وهي كثيرة .
ويشير عقيل الى فلسفة ليبنتز الذي تتلخص فلسفته في انه مهما حدث من شيء في الدنيا في حياتنا فهو للاحسن، وان هذا العالم الذي نعيش فيه هو افضل العوالم الممكنة ، لان الله /الاله هو خير وصلاح مطلق حتى مع وقوع بعض الكوارث كالزلازل والفيضانات والحروب والاوبئة والمجاعات والتعصب الديني والعنف وغيرها ؟
وهذه الفلسفة تحيلني الى الرؤية الدينية الاسلامية كذلك اذ يقول النص القراني” ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها” الحديد
وهنالك حديث نبوي يقول ايضا ” عجبا للمؤمن ، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له ، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ”

ا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
وهكذا نجد ان هذه الايات والاحاديث تؤكد على فلسفة ليبنتز الدينية التي تدعو الناس الى الاستكانة والضعف لكل ما ورد من اخطار تحيق بهم وعليهم ان يستمدوا العون من الاله عبر الدعاء فالمصيبة التي تقع باذن الله ولا راد لقضائه الا هو وعليه بالصبر وهو يالتالي يستحق لقب مؤمن والله اعلم بها وبماذا يدور ، وهنالك ايات تؤكد ان بعض هذه المصائب لامتحان صبر الانسان على البلاء وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ بالتالي المطلوب من الانسان حسب الرؤية الدينية الاستكانة حتى الفرج هذا المصطلح اللزج الذي لا نعرف معنى تحققه .!!!
ونعود مع الكاتب عقيل الذي يثير السؤال الابدي :” لكن، عندما يحدث شيء سيء في حياتنا ودنيانا ،هل هو حقا افضل للجميع؟”
هذا الامر هو الذي فجر الغضب لدى فولتير وهو يشاهد الناس يستجيبون مذعنين /سلبيين للمأسي عبر التفاؤل وهو خير للجميع كما يقول عقيل ، وهنا نشخص ان الفرق بين اطروحتي ليبنتز والاطروحة الاسلامية ان الاولى تفاؤلية والثانية تعتبر من اوامر الدين وصفات المؤمنين .
وهكذا استفظع كما يقول الكاتب عقيل فولتير “الكسل الفكري” الذي كرسته اطروحة ليبنتز المتفائلة واضيف الى ما تفضل به الكاتب عقيل (اطروحة النص الاسلامي السلبية الاذعانية الاستبدادية ) التي لا يعمل بها المنتفعين من الدين بل يامرون المساكين من الناس باتباعها وهكذا فان فولتير يطالب بالثورة على الماسي والشقاء والمصاعب والاوجاع التي تنتج عن عدم التحرك الجاد ضد الشر كالحروب ، الارهاب، المجاعات ,القحط، حرائق الغابات ،القتل، النزوح الجماعي، الحصار الاقتصادي، الاغتصاب ،العنصرية ،الطائفية … الخ من الامراض والمشاكل الانسانية التي يذكرها عقيل يوسف والتي هي كثيرة ومؤلمة جدا وهكذا يأتي عقيل هذه المرة ليقارب هذه المساوئ بذكره لامثلة من واقعنا العالمي المزري ومنها على سبيل المثال ” كيف يمكن لنا مثلا ان نشرح او نبرر لصياد اندونيسي فقير فقد احدى يديه اثناء عمله الشاق ، لماذا اجهز اعصار تسونامي عام 2004 على كل افراد عائلته ودمر قريته وحصد حوالي 200 الف شخص؟ ” كيف يمكن ان تفسر له ان هذا افضل له حسب النظرية الاسلامية او نظرية ليبنتز.
وهكذا يأتي عقيل ليذكر امثلة للامتحانات المستمرة في تاريخ المنطقة والعالم ويطالب بالسؤال الابدي باننا كيف يمكن ان نقنع هؤلاء الناس بان ما حصل هو افضل لهم ومما يذكره عقيل : احتلال العراق للكويت 1990 ، احتلال داعش لاراضي من العراق وسوريا 2014 ، وممكن ان نضيف مجازر رواندا بين الهوتو والتوتسي و مجازر البوسنة والهرسك …. الخ. فكيف تستطيع ان تقنع الضحايا بان ما حصل هو بعغلم الله وعنايته الالهية ويضعها عقيل بين قوسين هلاليين اذ” ما من ريح تهب، فتسقط ورقة من شجرة ، يلتهمها حيوان، الا ويكون هبوب الريح وسقوط الورقة والتهام الحيوان للنبات نتيجة لارادة الهية مباشر” وهكذا مبتعدين هؤلاء الفقهاء عن دور العلوم في هذه القضايا. والامم عندما تنحط في نظرتها الدينية كما يقول عقيل التنويري فانها تنتظر كل شيء من الاله/ الله/ شيفا/ بوذا … سمه ما شئت ويلعب القضاء والقدر دوره الاكبر في تحريك المجتمعات ، ويحاول الكاتب التنويري عقيل فيما بعد ، أي بعد ان بين الدور الظلامي لرجال الدين ان يعيد التفكير في معنى الاله وان كلامه ليس المقصود به الالحاد ونكران الاله ولكن يؤكد انه من الممكن ان يصل الانسان الى اله يعبده باستخدام العقل ومراقبة العالم الطبيعي من دون الحاجة الى أي دين ، او مؤسسة دينية او طبقة رجال دين / اكليروس . تقوم هذه الرؤية على معاينة ودراسة ما هو كائن ، وبرأيي انه دين متسامي وبشكل كبير ولا اخشى ان عقيل يقع في التوفيقية بعد كل هذه الجرأة وفي حقيقته ليس بدين بل هو فكر تنويري يدعو اليه الكاتب عقيل يوسف.
ويشير عقيل يوسف الى ان فولتير كان بالضد من التحالف الثيوقراطي بين السياسة واللاهوت ، كما ويحذر عقيل يوسف من اللاوعي الجمعي “المجبول على البيعة على اسا المظهر الديني ” حتى يضحى الناس كقطيع من الاغنام يسيرهم رجل الدين او رجل السياسة او رجل العشيرة الى حيث يريد بل يصل الامر بالكاتب عقيل الى اشارته الى انالشعوب المتضررة تبرر ضررها وتكون قادرة على تحمل الضراء متى ما غلفت بغلاف ديني وهذا ما اشار اليه عقيل اعتمادا على سعيد ناشيد وهنا يطبق عقيل فلسفته على مفهوم الصبر الذي قد يعد فضيلة الا انه عند المؤمنين ينبثق من الاستكانة والاستسلام وهذا ما يروجه رجال الدين من اطلاق الوعود والتهديد والتخويف وهذا يذكرني بالعالم الكبير علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين وفي طبيعة المجتمع العراقي يشير الى ان رجالات الدين يتمتعون بافضل سبل العيش ويأمرون الناس بالصبر على شظف العيش ، وينقل الكثير من الصور على دورهم البارز في ان يفضلوا انفسهم على الاخرين ، وهانحن نراهم يعيشون بغير الصورة التي يامرون الناس بالعيش في ظلها . ان الكاتب عقيل يريد من الناس ان تنظر بعين البصيرة وبفعالية والفكر في سبيل انجاح المهمة الانسانية الارضية بعيدا عن التشاؤم المفرط و التفاؤل المفرط. لقد قرأ عقيل فلسفة فولتير على انها صرخة بوجه الشر هو لم يرفض المرض او الالم او الفقر لكنه صرخ بوجهها ، أي طالب الناس بالعمل على حلها وليس انتظار الحل من الاله بدعوى مطالب رجال الدين. ويقول عقيل ” ان فكرة النجاة من الشر تذكرني بالمخاوف التي سادت ابان الحرب النووية في ستينيات القرن العشرين، فقد ظن الناس ان بامكانهم الاحتماء من اهوال تلك الحرب النووية عبر بناء قبو ، علما بان فكرة انشاء بناء امن يحمي من الدمار النووي ، هي في وهمي فكرة سخيفة جدا غير ان فولتير في روايته وجد اننا على اقل تقدير يمكننا فعل شيء بدل الجلوس غير عابئين ، او خائفين ، المهم في الامر الا نكون يائسين البتة” ثم يذكر عقيل ما يتعرض له العالم اليوم من وحشية لا حد لها حتى ان التخفيف منها من غير الممكن ناهيك عن انهائها لماذا لان دولنا تعاني الافتقار الى المعرفة ، المهم ان عالم كانديد في الرواية ممتلئ بالماسي بسبب الشر فمن ينظر في الرواية حسب عقيل يلاحظ عدد الذين قتلوا واسروا وعذبوا واضطهدوا واستعبدوا واغتصبوا ويمكن ان يقارنها بما يجري في ايامنا وسيجدها هي ذاتها.
اذن فولتير كتب هذا العمل ليس من اجل التسلية كما يقول عقيل انما “لتعميق ووصف المصير الانساني في هذا العالم المنكوب والكشف عن معنى الشجاعة والواجب ومنتهى الوعي والحرية والالتزام ” وهذه الرواية بمعنى اخر ليست وصفا لحال الانسان اليوم وامس بل كذلك محاولة لانقاذه بطريقة ما .
ان فولتير في هذه الرواية هو بطل لحقوق الانسان وذلك في احد اشد العصور اهدارا لتلك الحقوق، وان هذه الرواية لم تأخذ نصيبها من تسليط الاضواء عليها فهي يجب ان تكون مرجعا لما نعانيه اليوم من الام وضرورة السيطرة عليها .
ان كتابة فولتير كما يقول الكاتب عقيل في كانديد تصور لنا ان حياتنا تقوم في جلها على الانانية والاقتتال والخداع، وتعبر عن سخط واحتجاج صراخ على انتهاك حقوق الافراد في كل مكان ، ولم يكتف فولتير بتسليطه الضوء على هذا الهدر بل انه تكلم عن حقوق المرأة واظهر عذاباتها والامها ومخاوفها وقهارها . وذلك عبر ذكر المراة بشخصيات من مثل ” كونيغوند، العجوز ، باكيت ” وغيرهن من اللواتي عانين من العبودية والابتذال والقهر والاغتصاب والاستغلال الجنسي .
وما زالت المرأة في ظل شرعة حقوقها المعروفة بسيداو تعاني من كل ما ذكره عقيل يوسف.
ان عقيل يوسف يريد من خلال بعثه هذه الروايان ينخرط الجميع بانشطة انسانية مفيدة ومخلصة شخصية ام عامة ان يكون للتسامح طوره في الحياة ومتحكماته في العلاقات المجتمعية ممتطيا قول كانديد” دعنا نفلح حديقتنا” لخلق حياة افضل ، وعلى الرغم من ان الانسان في دنياه لا يحصل على اجابة لماذا الشر موجود؟ فان فولتير كما يقول عقيل يقدم عبر كانديد رؤية ضرورية لكيفية انحسار الشر للصالح العام/ الخاص ويتم انحسار الشر عبر العمل والفعل والمثابرة في العقل ،الوعي، السلوك ، المواقف وبذكر الوعي نرى اليوم الشباب العراقي المنتفض ضد السلطة الثيوقراطية في العراق يكتب شعارا رائعا يبدو انه من صنع كانديد (الوعي قائد) وهو شعار ركز عليه الكاتب التنويري عقيل يوسف وبشكل واضح جدا . لذلك وبتركيزه على الوعي فانه يخوض معركة جريئة خطيرة مع رجالات تغييب الوعي من سياسيين ورجال دين عبر تحالف ثيوقراطي معروف للجميع، لكنه لم ينصرف الى ماهو اكثر امنا كما عبر عن ذلك فظنه ان الراي قبل شجاعة الشجعان كما عبر المتنبي العظيم. وهنا يحرص عقيل ان يستنفد كل الطرق لايجاد خطاب يخاطب به المجتمعات العربية والاسلامية يكون عابرا للخطابات الدينية السيئة العنصرية التي تروج للطائفية المقيتة وتقسيم الناس بعيدا عن الانسانية ، خطاب عقيل يحاول ان يوجد خطابا متوازنا متفاهما مفعما بالمعاني الانسانية ويعيد الاعتبار لانسانيتنا التي اختطفها الظلاميون . ونصيره في ذلك كتاب التنوير ودارسيه ومعتنقيه رافعا شعار فولتير نفسه” لا للتعتيم على المعناة في هذا العالم” مطالبا مطالبة يوتوبية لكنها عظيمة بان كل فرد معني بغيره من ابناء وطنه الصغير ووطنه الكبير وليس بمعني عن نفسه الانانية فقط ، وهنا اتساءل مع عقيل : من يقرا من ؟ ومن يستمع لمن؟ وللحديث تتمة ………..