أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي, لكل إنسان أن يصرح بآرائه, ويبين أفكاره, ما يحب ويكره, الجهة التي يؤيدها, ويعتقد بصحة أفكارها ومبادئها, بل وما يحب ويكره من أنواع الطعام.
يندر أن تجد شعبا عاطفيا, مثل الشعب العراقي, هو يكره بسرعة, فيسب ويشتم..ويخرج من الملة حتى!..ليعود ويسامح وينسى, فيحب ويمجد بنفس السرعة..يصدق معظم ما يقال حتى مع عدم وجود الأدلة لما قيل, بل ويدافع عنه باستماتة, وكأنه هو من قال, وصاحب القضية والمعني الأول بها؟!.
هكذا هي طبيعتنا, عواطفنا غالبا تسبق عقولنا, فنتفاعل بسرعة, دموعنا تسابقنا, خصوصا عندما يعود البطل في الفلم الهندي إلى أمه, بعد أن سقط منها في النهر, وأنقذه التمساح, وربته القردة, ونجا من سقوط طائرة, في منطقة جبلية فوق قطار مغناطيسي في الهند!, رغم علمنا أن كل هذه الأحداث, لا يمكن أن تحدث وأنها..فلم هندي!.
بوسط كل هذا الفيض من المشاعر, تجد نماذج لا تملك شيئا منها, وكأنها خلقت تكوينيا, بدون قلب أو روح, بل ربما تظنها لا تعرف ما هي المشاعر, وما تعنيه, تكره وتحقد على البشر كبشر, بدون سبب, وكأنها ترى الحياة بلون اسود قاتم, وأنها عبارة عن حرق ونهب, وذبح ودم.. دم فقط!.
كم أتمنى أحيانا لو كنت طبيبا, وبالتحديد مختصا بالتشريح, أو علوم الطب العدلي, ليتسنى لي يوما, تشريح جثة احد هؤلاء ال…, لا اعرف كيف أصفهم, فقط لأتبين تركيبة قلبه.
هل لديه قلب مثلنا؟ أم حجر؟ أو ليس بعض الحجر خشع وتصدع من خشية الباري, وعظم حمل الأمانة!؟
اغلب الظن أن هؤلاء وأمثالهم, يمتلكون عضلة فقط, تعمل كمضخة للدم للجسد لا أكثر, لا سر فيها..لا روح.
بعد أن نضجت قليلا, وبدأت افهم معاني بعض آيات القران الكريم, على الأقل ظاهره, كنت دوما أتساءل عن المخلوق, الذي تشير له الآية الكريمة, بأنه أظل من الأنعام!.
الآن عرفته