23 ديسمبر، 2024 4:23 م

كاشف الغطاء… كشف غطاءهم؟!

كاشف الغطاء… كشف غطاءهم؟!

جاء في قاموس تراجم خير الدين الزركلي, المجلد السادس صفحة 106والصادر عن دار العلم للملايين مايلي: كاشف الغطاء(1294-1373 هـ 1877-1954م) هو محمد حسين ويستمر نسبه ليصل الى : علي الضا بن موسى بن جعفر. كاشف الغطاء: مجتهد إمامي، أديب، من زعماء الثورات الوطنية في العراق. من أهل النجف. كان من الكتاب الشعراء، الدعاة الى الوفاق بين المسلمين. إنتهت اليه الرياسة في الفتوى والاجتهاد بعد وفاة أخيه (أحمد بن علي). كان من أعضاء المؤتمر الاسلامي في القدس سنة 1350هـ. وصنف كتباً كثيرة. منها: الدين والاسلام جزءان.

هذا ما نقلته باختصارمن قاموس للباحث الموسوعي خير الدين الزركلي. حيث طالعته عام 2008 في مكتبة وزارة التربية السورية بدمشق .

وقد تناول هذه الشخصية، أيضاً، الباحث الموسوعي العراقي حميد المطبعي، في (موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين). ولكن ما علاقة هذه الشخصية برحلتي على طريق الكتابة؟ سؤال له ما يبرره. أثناء الدراسة في المتوسطة (لعلها في سنتي الأولى من هذه الدراسة)، تسلمت من (الملاّ عطّار) كتاباً يحمل عنوان (المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون). وبحمدون مدينة لبنانية. كان مؤلف الكتاب العلامة (الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء). ولهذا الكتاب قصة أرويها باختصار:

في النصف الأول من خمسينيات القرن الماضي، دعت السفارة الاميركية في بيروت(ربما كانت السفارة هي الجهة المعلنة، وأن ثمة جهة أخرى أميركية، هي المنظمة الحقيقية للمؤتمر) لعقد مؤتمر اسلامي مسيحي في مدينة (بحمدون) اللبنانية في 22/4/1954. وقالت السفارة في دعوتها أن المؤتمر يعقد لمواجهة (الأفكار الشيوعية والخطر الشيوعي). ومن بين المدعوين، كان المرجع الديني الكبير: محمد الحسين آل كاشف الغطاء. وبدلاً من أن يوافق هذا المرجع على هذه الدعوة، رفض بل وثارت ثائرته، وإنهالت سهامة على أصحاب تلك الدعوة. وجمعت ردوده وملاحظاته عليها، وكذلك ما كتبته أقلام ومصادر أخرى في كتاب حمل عنوان (المثل العليا في الاسلام لا في بحمدون).

كشفُ الغطاء

وأحدث رفض الشيخ حضور المؤتمر ومهاجمته له، صدى واسعاً خاصة في الاوساط الفكرية والوطنية السياسية. وغطت الصحافة موقف الشيخ كاشف الغطاء، الى حد أن صحيفة لبنانية قالت معقبة على هذه الاحداث: كاشف الغطاء كشف غطاءهم..

إن ما طرحه الشيخ محمد الحسين من فضح للسياسة الاميركية، وبالذات لدعمها مغتصبي فلسطين، قد أثر فيّ كثيراً وساهم في بلورة توجهاتي، وبدأت بقراءة الكتب السياسية، خاصة ما يتعلق منها بالاحداث السياسية المعاصرة في المنطقة (المشرق العربي خاصة). وبدأ توجهي نحو قراءة الكتب السياسية، يختزل من وقت ونوع وكم قراءتي للكتب الادبية عامة. لقد أصبح مسار توجهاتي سياسياً،أكثر من كونه أدبياً.. وبدأت سفينة الرحلة تبحر في المياه المضطربة.