23 ديسمبر، 2024 8:43 ص

منذ مصرع الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ولحد الان تختفي ظاهرة الشخصية الوطنية بكافة أبعادها من المشهد السياسي العراقي , ولعل الظروف التي مر بها العراق بعد رحيله تكون كارثية بأمتياز لغياب الموقف والعمل والنهج الوطني الذي أختطه لنفسه رحمه الله. ولانريد الحديث هنا عن مرحلة البعث السيئة الصيت لان أدانتها مفروغ منها, مايعنيننا المرحلة التي بزغت بعد عام 2003 ومافيها من الشخصيات والاحزاب والتي كنا نمني النفس منها أنها هي التي سوف تخرج لنا شخصيات تتحمل المسؤلية الوطنية , بيد أن تمنيات الجميع ذهبت أدراج الرياح , فقد أظهرت هذه المرحلة القبيحة من تاريخ العراق ظهور الطبقة السياسية الانتهازية التي تلون نفسها في كل يوم شكل , وبدا وكأن هذه المجموعة قد درست بشكل مفصل وممنهج كتاب الامير لميكافيلي , وزادت في ذلك من قراءتها البرجماتية لكل النكرات الذين وصلوا مرحلة القرار على مختلف العصور , أشباه الرجال الذين ظنوا أنهم قبلة العراق نسوا تاريخ حياتهم المثخن بالفشل والغباء , وتصوروا أن العمل السياسي هو عمل أستثماري يدر الدخل الكبير , ويؤمن مستقبلهم من غوائل الزمن . ليس في قاموسهم خط أحمر فكل مايؤدي للمال والمنصب هو أشارة خضراء حتى لو كانت على حساب ماليس فوفه حساب . ورغم أن الكلام فيه أستثناءات قليلة من الرجال الوطنيين الذين ينادون ولكن لاحياة لمن تنادي , أوقل كما يقال في الجنوب العراقي لمن لايفهم ( يقرأ الحمد بأذن الحمار ) . الايحق لنا ظهورشخص يتجرد من القبيلة والمناطقية والمذهبية والعرقية لكي يكون للعراقيين جميعا , أم أن الانقسام المجتمعي العراقي عامل كابح لظهور الكارزما الوطنية . هي أسئلة ولكن يجب أن نعمل جميعا كوحدة أجتماعية واحدة من أجل أخراج جيل وطني يؤمن بالانسان ويقدس الوطن دون النظر لاي أسباب أخرى , المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة أذا ما خلصت النيات وكان العراق والمواطن هما جل الاهتمام .