الذكاء الاصطناعي هو أعلى ما وصل إليه تطور العقل البشري، في التكنولوجيا والمعلومات، يختصر علم الإنسان النافذ في ثلاث ثوان فقط! إذ يمكن الولوج في أي معلومة، عبر الضغط على مفتاح (chat gpt) متعدد الاستخدامات.
يمكن تشبيه الذكاء الاصطناعي بالدواء، فهو قادر على ان يحييك من الموت، ويشفيك من المرض، ولكن! إن لم تعرف استخداماته وآثاره الجانبية قبل تناوله، من الممكن ان يخنقك اولاً ثم يقتلك، إن لم يترك فيك عاهة ما، أو اثر لحين من الزمن.
الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، ليس مثل الدواء بل اخطر منه، فهو لا يقبل القسمة على اثنين، إما تعيش او تموت، والعيش المقصود به هنا حياة الروح والنفس وليس البدن، أي يحولك من إنسان مؤمن إلى كافر، وخاصة صاحب العقيدة المهزوزة، القادمة من بيئة غير محصنة، باللقاحات من فايروسات الذكاء الشيطاني المصطنع، والتطور العلمي الهائل في التكنولوجيا.
الغرب الكافر الذي وضع هذا العلم، بسهولة بين ايدي البشر لم يكن مجاناً، بل لا يقبل الشيطان بطرح بضاعته في أسواق الفقراء إلا بمقابل، وثمن باهض، وهو تسليم الإنسان عقله لذكائه المصطنع، وإنهاء التفكير والبحث عن مخاطر الأشياء بلا تروٍ.
بعد المقدمة البسيطة، التي قد لا تختصر خطورة الذكاء الشيطاني، نعود لعنوان المقال، إن أخطر جرائم هذا البرنامج، كانت عمليات فبركة أصوات قادة الفرق والالوية، في الجيش السوري لنظام بشار الأسد، حيث تم خلق مكالمات ومحادثات لنفس الشخصيات، تطالب القطعات العسكرية بالانسحاب، وترك السلاح والمواقع لعدوهم، مع ان بعض الوحدات بقيت تقاتل، لثلاثة أيام من سقوط العاصمة دمشق، مثل جبل الإمام زين العابدين “عليه السلام” بالإضافة لفبركة أفلام سقوط المدن، واستسلام جنود ومبايعة آخرين، في خطوة إعلامية لإدامة زخم العدو.
ما زال وباء الذكاء الاصطناعي يفتك، بالشعب السوري خاصة والعربي عامة، عبر فبركة بعض القصص، ومقاطع الفيديو, لسجون صيدنايا السوري, مثل ظهور تك توكر كبير بالسن، يدّعي انه كان لعشرات السنين معتقلا، حصل لأكثر من ثلاثة مليون مشاهد، وطفل جاء يبحث عن والده المفقود من14 عام، حينما سأله المذيع كم عمرك؟ اجابه: 10 سنوات! يعني ولد بعد ان غاب والده بأربع سنوات! وغيرها كثير من ألاعيب الإعلام والذكاء الصناعي، بتصوير مرضى بالمستشفيات على إنهم معتقلين، حيث تم تغليب العاطفة على التفكير، كمثال عمر الطفل وغياب الاب (طفل يولد بعد غياب الأب بأربع سنوات!)
المقال ليس دعوى لمحاربة التطور، ولكن نصيحة بعدم الانصياع وراء اي خبر، وخاصة من قنوات الكيان والغرب الكافر والمطبعة معه، مثل العربية وأخواتها.