في طرفة عين
جرفتك ريح مرعبة
وهويت عميقا
في جب بلا قرار!
تماما
كما لو أنك ولجت دروب التيه
بين أحراش ليلة دامسة
طمرت برعم الأنوار!
فجأة قفزوا
من بؤرة ملتبسة
حاكتها مخالب العتمات
ضد صدرك الهائم
بعيون الحياة!
أشهروا حراب الموت
لصوص الوقت الصغار
أولائك الذين جوّعهم
لصوص الوقت الكبار
حد أن طمسوا الخط الفاصل
بين العدو (الجلي)
و الحليف الوفي
لنزيف تهميشهم المتواصل
فصاروا يخلطون
بين الزري المتاجر
بكل الأشياء
و النبي المطعون
بسكاكين الغباء/
النبي الحالم بالأرض
في بهاء زهرة فارعة
توزع العبير بالقسطاس
على أهل الأرض!
فهل بوسعك أن تُجَرِّم
“جرأتهم” التي أخطأت الهدف
هي ملامحهم تشي
أنهم الضائعون الأشقياء
ليتهم كانوا يعلمون
أنك تعلي نشيد رفضك
منذ نادتك تخوم الأفق الحر
ضد من جوّعهم
و ضيّعهم
وجرّعهم
فناجين المصير المر
و بفائق الدهاء
حرضهم على الخروج
بمدى عمياء
على الناس كافة!