22 ديسمبر، 2024 11:35 م

كابوس اسمه منصب امين العاصمة

كابوس اسمه منصب امين العاصمة

بعد نوم عميق استيقظت على صوت الباب يطرق، واذا بابو هيآ على الباب، لم اكن متفاجأً من وجوده عندنا. لانه كثيرا ما يتفاعل مع ما يتم عرضه من مناشدات وطشات عبر وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي. فقلت في قرارة نفسي لعله التفت الى ما انشره في صفحتي الشخصية من مواضيع تمس حياة الناس. وبعد ترحيبي الحار بقدومه الى بيتنا المتواضع، واذا به يطلب مني ان اتسنم مهام امين العاصمة. عازياً ذلك لما تلمسه من امكانيات وقدرات على ادارة هكذا منصب بينته عشرات من المقالات والمقترحات المنشورة التي اذا ما نفذت تكون قادرة على انتشال بغداد من واقعها الخدمي المخزي. لم يشكل الامر لي صدمةاو مفاجأة كما اسلفت، بقدر ما صدمني طريقة التكليف غير التقليدية وابعاد المنصب من محاصصة الحجاج والسماحات. ماهي الا ساعة على مغادرة دولة الرئيس، على امل ان احضر غدا الى المجلس لطرح ما في جعبتي من افكار ومشاريع تنموية قابلة للتنفيذ واذا بهاتفي يرن “الو تفضل من؟… معك ابو فلان وددت ان ابارك لك و ابلغك ان أستاذ (س) ممثلنا في الامانة مع السلامة مع السلامة”. وبمجرد انهاء الاتصال وصلني مسج “صباح الخير معالي الامين شيخ فلان يبارك لك ويوصيك بالتعاون مع استاذ (ص) لانه يمثلنا وهو يحمي استحقاق المكون”. واذا بحجي فلان جاء للمباركة وابلاغي بان المناطق الفلانية هم مسؤولون عنها ولايجوز لاي شخص التدخل والعمل دون علمهم وموافقتهم!. حينها احسست حجم الضعف والوهن الذي تغلب علي وجعلني اشبه بمن يسقي الخمر ويعلم جيداً بحرمة سقيها. وانا اتلفت عن يميني وشمالي، واذا بجمع كبير من الاقارب والاصدقاء اقبل علي من كل حدب وصوب وفي جعبتهم عشرات المطالب من بينها طلبات تعيين الابناء وموافقات تعبيد الطرقات، و احالة مقاولات صبغ الارصفة ومد الانابيب واخرون فضلوا ملف والمزايدات. وانا بهذا الحال اتردد بين باب المنزل لاسقبال الحجاج وبين الرد على اتصالات الاساتذة والمشايخ والسادات. حتى شعرت بغثيان وظلام دامس داهم عيني واذا بي اسقط على الارض لاستيقظ من كابوس اسمه منصب امين العاصمة .