9 أبريل، 2024 9:15 م
Search
Close this search box.

قِوانا تأكل قِوانا!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

من عجائب الواقع العربي أنه مصاب بإضطرابات سلوكية وخيمة مقيمة متوارثة مع الأجيال , خلاصتها أن كل قوي فيه يصارع القوي , والأقوياء من حولهم يستثمرون في الصراع , ويسخرون القوي للنيل من القوي , والخاسر عربي والمغلوب على أمره عربي.
والأيام تتوالى والأجيال تتوافد , واللعبة ذات اللعبة , والناعور لا يعرف إلا أن يدور ويسكب في بيداء الضياع والهلاك الأبيد.
نعم , العربي يصارع العربي , في البيت والشارع والمحلة والقرية والمدينة والوطن , والقوي في الوطن يتصارع مع القوي في الوطن الآخر , ولهذا يبدو الواقع عبارة عن معارك طاحنة على جميع المستويات , وما بين الدول العربية كافة , التي ما تعلمت كيف تتفاعل بإيجابية وقابلية على تنمية القدرة والعزة والكرامة , وإنما إنحدرت إلى الحضيض والتبعية والهوان , فحصدت المزيد من الخسران.
وفي الواقع السلوكي أن أية كينونة مهما كان نوعها عائلية , فردية , مؤسساتية , تتحذر من صراع القوى , وتحاول أن تستثمر الطاقات فيما يزيد الإقتدار الإنجازي , ويطور المهارات التفاعلية ما بين الفاعلين أو العاملين , لأن التجارب البشرية المتكررة أظهرت خطورة هذا السلوك الإستنزافي الإستلابي الفتاك.
ولهذا نجد عند تقييم أي حالة يُنظر أولا إلى وجود تصارع قوى من عدمه , وبعد ذلك يُنظر إلى الجوانب الأخرى , لأن أي علاج لأية مشكلة لا يمكنه أن يتحقق بوجود تصارع للقوى , ومن المروع أن الواقع العربي يرفع شعار ” وما إجتمعت بأذوادٍ فحول”!!
وعليه فأن من الضرورات القصوى التنبه إلى هذه العاهة السلوكية المقيمة المرعبة , التي أوصلتهم إلى أسوأ الأحوال , والتي تذبحهم جيلا بجيل , وتقضي على تطلعاتهم وأحلامهم وتمنعهم من الوصول إلى أي هدف مفيد.
إنها لمجتمعات قتالة لنسغ الوجود الدفاق وهدر لطاقات أكون.
فهل سترعوي وتتحرر من هذا الصراع المشين؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب