22 ديسمبر، 2024 10:43 م

سقطت الأقنعة غربية وشرقية , عربية وإقليمية , وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود , وتعرّت الكراسي على حقيقتها , فدول الأمة لا قدرة عندها غير الصراخ , وذرف الدموع ولطم الخدود والصدور.
وترى أن ” قتل شعبٍ آمنٍ مسألة فيها نظر” , وللإعلام دوره لتمرير الأضاليل وتأكيد إرادة العدوان , فكيف للمدنس أن يمس المقدس , لابد من الإفناء , وقادة الأمة يجيدون التفرج على الأحداث , وأساطين الإعلام بأنواعه جاهزة للتبرير والتسويغ والتمرير.
إنها ألاعيب شياطين مرعبة تبدو بآليات رحمة للإنسان الذي تراه كما تمليه عليها مصالحها.
زوبعة دخان هنا وهناك , ما أن تهددت تحولت إلى رماد خامد , ولا صوت يعلو على صوت الإحتجاج والإستنكار والتنديد , وكل يغني على ليلاه.
ماذا يدور في واقع العرب المستهدف , وإنسانهم المكتف الممنوع من الصرف , والمرهون بحروف الجر والنصب والجزم.
العربي لا يمت إلى البشر والإنسانية بوشيجة , شئتنم أم أبيتم , وقولوا ما تقولون , هذا هو العربي في بلاده التي تهينه وتهجّره وتدمر وجوده.
ففي كل دولة ذئاب كراسي تحاصر قطيعا وتجزر منه ما تشتهي كل يوم.
فما دامت الكراسي جزار مكين , فلماذا يُلام الجزارون الأجنبيون , فقيمة الإنسان في أي مكان تحددها قيمته في وطنه الأم.
فهل للإنسان قيمة في بلاد العرب أوطاني؟
لا أظنه يتمتع بأبسط الحقوق , وقتله يتكرر كل يوم والمسؤول مجهول؟
وما أكثر المجاهيل الذين قتلوا المئات والآلاف من أبناء الأمة , ويبدو أن ” حاميها حراميها” المنطوق الفاعل في الحياة , والمعبر عن إرادة الطامعين بالبلاد والعباد.
فأين الملايين يا أمة الأنين؟!!
ملايين البشر وملايين الدنانير!!
د-صادق السامرائي