23 ديسمبر، 2024 9:58 ص

قُدرات المَجهول الإضافية لطمأنةِ السرير

قُدرات المَجهول الإضافية لطمأنةِ السرير

وفرت لي المجموعة الشعرية الجديدة (رجل نسي الطمأنينةَ على سريره ) للشاعر خالد خشان وفرت لي مجموعة من الأفكار عبر عالمه المتناوب مابين الحب وبين الموت وهو يرسل إرسالياته عبر مايؤسس من انشغالات قائمة على فحوى الوجود واقترانية التراسل مابين تتابع موجوداته وبين حريته التي يريدها ان تكون حرية مكتملة الجنس والنوع وهمه هنا اعتقاده بأن البعد الأبصاري
يرى هذه المرة ماكان غائبا في لاوعيه الاستثنائي وأن الاقتران السمعي يعيد من جديد تذكر وإعادة تدوين الحكايا المجهولة وكذلك الحكايا المرئية والتي تُشتق منها قوالب الرثاء، وليس هناك من شكٍ بأن الأشياء المفترضة قد تحللت بفعل الوقائع واصبحت رؤيا الشاعر موروثات جديدة كأسفارٍ للتبشير بالخلاص وهو مايعني أن قوى غيبية متحركة تهبط في هذا النص وتأتي برسائلها وشفراتها لذلك النص الآخر فيستمد الخشان قدرات اضافية من ذلك السحر المجهول وهو في هذا المسار الكوني لايرى من احتياجاته العديدة والمتنوعة إلا تلك المقاربة التي تشعره بقابليته السردية لتنظيم دخوله للأشياء المتقدمة في الوجود وتلك الأشياء تحمل معنيين مزدوجين كون بعضها يحمل معنى الأشياء المعرفة والبعض الآخر منها لازالت تحمل صفة الأشياء غير المعرفة والتي من الصعب تجاوز عدم معرفتها وبذلك فأن الوهج الشعري يحصل على صوره الشعرية بجهد الإغراق النفسي وضمن مزدوجات تأملية متنوعةٍ لكشوف الموجودات التي عنت أن هناك قدرة للحصول على صورة الشئ من مصادر مختلفة شريطةَ أن تكون بإرادة من الكشف الباطني ،
قدم خالد خشان عبر مجموعته الجديدة نقلة سمعية صورية لتقليب الإدراك الواعي والإنتقال الى الإدراك غير المحسوس(perceptioninsensensible)فالأفكار لدى الشاعر هنا ظواهر للشعور وهي تغيير في الكيفية أي صيرورة الشئ لشئ آخر وبمعنى أدق الغرض المركزي والتبدل في أغراضه وكيفية التكيف والإستمرارية مع هذا التبدل بمفهوم(ارسطو) لذلك تجد أن هناك في نصوص خالد خشان أن هناك أشياء قائمة بذاتها ولها فعل قائم بذاته وهو مايسمى في عالم الفلسفة بــ  (Alteration ) وهي عملية تسمح للإنتقال من الأثر للمؤثر وهذه الإنتقالات تشمل طبيعة اللغة وفرعيات الصور الشعرية وأرتباطها بعضها مع البعض إرتباطها عضويا وضرورياً ويأتي أهمية هذا الإرتباط ياتي من أهمية قيمتها ضمن مناخات النصوص وهو مايحفز الشاعر كما يظهر لنا في نصوصه للإفادة من الوصلات اللاشعورية في العقل الباطن وبذلك تمكن الشاعر من الإمساك بعمليتي التثبيت والتجاوز ، والتثبيت هنا حالة المزاوجة بين تعدد الأغراض بغرض واحدٍ والتجاوز هنا تجاوز المألوف الفجائي أي ذلك الذي يظهر فجأة دون أن يستوفي حجومه القيمية رغم قدراته الحركية في مديات ومسار النص ، وتلك القدرة للشاعر تعني أن مخيلته تنمو مع دفقاته الإسترسالية ضمن نشوة غير مُقدرة والتسامي المشترك مابين المطلق واللامطلق ويرتقي هذا السلوك الشعري للمفهوم الفلسفي المعروف بــ الإستغراق (Absorption ) عندما يكون هدف الشاعر موضوعا  خالصا بعينه وعاش مؤثراته في يقظته وحلمه بحيث يبدو وكأن الشاعر وهو يكتب نصوصه وكأنه يعيش إستغراقه وذاته ضمن الحقيقة الكونية وأفعالها على الأرض وضمن الكونية الوهمية التي تعني أن لاطريق لسعادة حقيقية  ،لذلك أخذ الشاعر خالد خشان أخذ طريقه أو بالأحرى أسلوبه (Style ) للتعبير عن المعاني غير المتصورة ليكمل ماتم تصوره ورغم روعتها أي روعة تلك المعاني وجمالها إن أوحت بالمفرح أم بالحزين فالشاعر لازال يرى ضمن منظوره الشعري أن الأشياء في الكون غير مكتملة وأشار شعريا على أن الحاجة عميقة والرؤيا مُعتمة ،وليس هناك من أشياء تقديرية لأي شئ وأنه غير معني بالأشياء السطحية والتافهة وجهده الوصول الى المقدس والى ظلام الأسرار  وقدم نموذجه المغري بالإمتاع والإفادة،

[email protected]

هامش /
رجل نسي الطمأنينة على سريره …/ المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر خالد خشان